قائمة الموقع

مقال: معضلة قتل جنود سيناء وتوجه السيسي الخطير

2014-10-27T05:58:21+02:00
إبراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

من المعلوم أن المستفيد الأول والأخير من قتل الجنود المصريين في سيناء هو العدو (الإسرائيلي)، وإن كان يستخدم بعض المجموعات المتطرفة والإرهابية الغامضة، ومن المحتم أن الضرر الأكبر جراء مقتل أي جندي مصري في سيناء يعود على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وأهالي قطاع غزة خصوصا في هذا الوقت الذي بدأت عمليات الاختراق الفعلي في العلاقة ما بين مصر وقطاع غزة.

وفي أي جريمة علينا التفتيش عن المستفيد، إلا أن الاعلام المصري الموجه من جهات سيادية عليا يتجاهل الاحتلال ويتغاضى عن (إسرائيل) ومخابراتها التي تنخر في المنطقة، ويصب جام غضبه على السكان المساكين في رفح المصرية والشيخ زويد، ويزيد من جرعة التحريض على قطاع غزة، ومن ثم يتبعه بعض المسؤولين الرسميين تصريحا وتلميحا كتعزيز توجه عام نحو زيادة الفجوة.

في هذه المرة لم يقتصر الأمر على بعض المسؤولين بل خرج الرئيس السيسي نفسه بخطاب مفاجئ له دلالات خطيرة يجب أن تُأخذ على محمل الجد، فإعلانه اتخاذ اجراءات على حدود قطاع غزة يعزز الحصار ويزيد الفجوة وتوتر العلاقة، وفيها تلميح باتهام غزة سيفتح باب الردح ونشر الكراهية في وسائل الاعلام المصري. مع العلم هناك اجراءات فعلية قبيل عمليات القتل بأيام طويلة.

جرائم قتل الجنود في سيناء غامضة ولا علاقة لغزة بها من قريب أو بعيد وهي مرفوضة فلسطينيا، وعلى السلطة الفلسطينية اتخاذ موقف حاسم قبل تشديد الحصار وخنق القطاع، وأي تهاون منها سيصب في صالح الاحتلال وفي تعزيز الانقسام وسيكشف تواطؤ الرئيس أبو مازن ضد غزة.

فصائل المقاومة أيضا عليها اتخاذ موقف عاجل واعتبار أي تشديد آخر انما هو عدوان صارخ ولا يخدم إلا العدو (الإسرائيلي)، فأين موقف حماس واليسار وفتح والجهاد وألوية الناصر؟! هل ينتظرون حتى يذبحوا في بيوتهم أو يموت أطفالهم ونساؤهم من الجوع بسبب هذه الإجراءات؟ إن أمن غزة مهدد وهذه الإجراءات تستهدف خنق القطاع وهي عمليا تزيد من الحصار والتضييق على أهالي وسكان القطاع أجمعين، وتضر بالمقاومة والمشروع التحرري الفلسطيني، ولا تصب الا في صالح العدو (الإسرائيلي).

أتمنى الانتباه والتحرك قبل فوات الأوان ومن ينتظر الموت ويَجبُن عن المواجهة واتخاذ القرار السليم والشجاع سيموت أيضا ولكن بطريقة بشعة ومذلة، ومن يبادر يغير المعادلات وينتصر وإن مات فبشرف وعزة، لهذا أدعو لرفض أي إجراء على حدود قطاع غزة مهما كان ومحاولة إيقافه بجميع الطرق والوسائل.

كما أن استمرار إغلاق معبر رفح واتهام غزة ومقاومتها ورفض التعاون مع وزارة الداخلية الشرعية والمنضبطة يحتم اتخاذ مواقف حاسمة وجديدة، فلا داعي لبذل الجهد في ضبط المعابر والحدود وهناك من يتهمك ويحرض عليك ويرفضك ويمنع عنك المال والرواتب ويعد العدة للقضاء على تواجدك.

الجمهور الشعبي وحده من يستطيع حل اشكالياته إن عاد إليه القرار وامتلك الحرية فالجماهير لا طاقة لها ولا صبر على هذا التيه والتشرذم.

اخبار ذات صلة