من الحكمة والمنطق إن جاءك أحد ليقتلك عليك ألا تمكنه من ذلك وإن استطعت أن تقتله فاقتله ولا تتردد، والحصار يفرض اليوم علينا لقتلنا جسديا أو معنويا أو سياسيا، والمحاصرون لنا باتوا اليوم أكثر وضوحا من ذي قبل وعلى رأس هؤلاء المحاصرين العدو الصهيوني والنظام العربي المتحالف معه مؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها الاونروا والسلطة الفلسطينية وأمريكا هذه هي خماسية الإرهاب والقتل أي الجهات التي تحاصرنا وعليه نحن علينا أن ندافع عن أنفسنا وهذا حق مشروع أقرته كل الديانات السماوية والقوانين الوضعية.
الحصار المفروض على قطاع غزة من هذه الأطراف الخمسة إنما يهدف إلى حماية أمن العدو الصهيوني وقالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بكل وضوح على قناة فرنس 24 أن ما يجري في سيناء هو لحماية أمن (إسرائيل)، الإجراءات التي يقوم بها السيسي لا تتم على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين المحتلة من عام 48، ولكنها فقط تتم على الشريط الحدودي الفاصل بين سيناء وقطاع غزة وحماية أمن العدو الصهيوني الذي يقصده السيسي هو تجفيف منابع المقاومة التي تهدد أمن (إسرائيل)، فسيناء لم تستخدم بعد لشن هجمات على أهداف صهيونية بالمعنى الحقيقي للهجمات، ولكن الذي يجري من تهجير وتدمير ومنطقة عازلة يهدف إلى منع وصول الأسلحة والأدوات القتالية للمقاومة الفلسطينية حتى لا تدافع عن نفسها وتقاوم عدوها: لأن هناك حراك شيطاني يشارك فيه النظام المصري من أجل حماية (إسرائيل).
النظام المصري بقيادة السياسي وجهازي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية لا زالت ترعى حملة إعلامية في الإعلام المصري تهدف إلى شيطنة الشعب الفلسطيني، وتحديدا مقاومته، حتى تشدد الحصار على قطاع غزة، والذي تحول بفعل الإجراءات المصرية إلى سجن كبير، (فإسرائيل) تحاصره من جانبها ومصر تكمل الحصار من جانبها، بحجج واهية ولا أساس لها من الصحة، وهذا ما تقر به قيادات في المخابرات حال تواصلهم مع بعض القيادات الفلسطينية وينفون أن يكون لقطاع غزة صلة بالأحداث، إلا أنهم يقودون حملة إعلامية قذرة من خلال وسائل الإعلام، والتي تشكل الأدوات لصنع رأي عام معادي لفلسطين قضية وشعب ومقاومة.
يساعد مصر ما يسمى الرباعية العربية التي تشكلت عقب الانتخابات التي جرت في غزة والضفة عام 2006 والتي شكلت تكتل لمحاربة حماس والحركة الإسلامية وإفشالها وهي لازالت تعمل بنفس المنهجية والعقلية بل وسعت دائرة العداء حتى شملت كل المنظومة الإسلامية السنية والتي ترى في فلسطين أنها ارض وقف إسلامي حتى هتف بعض المتخلفين الفلسطينيين (علمانية علمانية لا إسلامية) وهذا الشعار هتفت به علمانية مصر ويسارها، هذه المنظومة العربية اليوم أيضا واحدة من أدوات الحصار على قطاع غزة.
الأمم المتحدة من خلال الاونروا أيضا أداة من أدوات الحصار، وخطة روبرت سيري التي وضعت لإعمار ما دمره الاحتلال واضح مغزاها والهدف منها وهو إذلال وتركيع الشعب الفلسطيني وتعمل بمنتهى الصراحة إلى خلق حالة من الكراهية بين صفوف الشعب الفلسطيني والمقاومة من خلال تحميل المقاومة مسئولية تعطيل الاعمار، إلا أن الحقيقة أن الآلية التي وضعها سيري والاونروا هي التي تعطل الاعمار؛ بهدف زيادة المعاناة للمواطنين وتدمير معنوياتهم وزرع الكراهية بالمقاومة وأهلها ومن يدعمها واستغلال الاعمار من اجل تحقيق هذه المآرب التي يخطط لها من يعمل على حماية أمن (إسرائيل).
أما السلطة فحدث عنها ولا حرج فهي طرف أساس في الحصار وهذه الحقيقة بات يدركها الكثيرون وتحدثنا فيها كثيرا وعلى رأس مشروع الحصار محمود عباس الذي يستخدم كل الإمكانيات لتشديد الحصار والتحريض على قطاع غزة ودليل ذلك تعطيل اتفاق المصالحة وتعطيل عمل حكومة الوفاق في قطاع غزة ومحاولته المستمرة لتدويل القطاع وعدم تحمله المسئولية التي تفرضها كل الأعراف الوطنية والقيمية.
أما أمريكا فهي التي تضم هذه البوتقة الشريرة الشيطانية وتقودها وتوهم بلهاء العرب على أنها تعمل على حماية مصالحهم والحفاظ على استمرار بقائهم في الهيمنة على الواقع العربي من خلال الإرهاب والفساد والديكتاتورية.
هذا الكل هو من يسعى إلى قتل الشعب الفلسطيني وقتل المقاومة من خلال الحصار وتشديده بما يحقق الهدف الأساس وهو حماية أمن (إسرائيل)، ولن يتم ذلك إلا من خلال قتل الشعب الفلسطيني، لذلك على الشعب الفلسطيني ألا يستسلم لعملية القتل وأن يواجه من يحاول قتله بأن يقوم بقتله اذا تمكن منه.