قائمة الموقع

مقال: دحلان .. ليبرمان.. أين الجديد؟!

2010-04-01T15:18:00+03:00

مصطفى الصواف

لم يكن ما تحدث به وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان حول مطالب السيد محمود عباس من قوات الاحتلال بضرورة استمرار العدوان على غزة من أجل اقتلاع حركة حماس والقضاء عليها، مثيرا للانتباه كثيرا في أوساط الفلسطينيين ليس لكون هذه المعلومات غير خطيرة، ولكن لأن ما لدى الشعب الفلسطيني أكثر من أفعال عباس ومواقفه وتعاونه مع الاحتلال الإسرائيلي عبر التنسيق الأمني، وتوظيف الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية لحماية أمن إسرائيل، وملاحقة المقاومة، وكل الإجراءات القمعية التي تجري في الضفة الغربية، لا تقل خطورة عن ما تحدث به لبيرمان من مطالب عباس أثناء العدوان على غزة.

ليبرمان عندما تحدث اعتقد انه سيفجر قنبلة في الشارع الفلسطيني نتيجة هذا الاكتشاف العبقري، الهادف بالأساس إلى زرع نوع من الوهم بين الفلسطينيين بأن ليبرمان يحاول ابتزاز عباس، وكأن عباس بحاجة إلى ابتزاز من قبل ليبرمان، أو غيره حتى يقدم تنازلات، أو يعود إلى طاولة المفاوضات، فالأمر ليس بحاجة إلى مثل هذه التصريحات التي لا تتعدى كونها تهريج من قبل ليبرمان بهدف التسلية والاستهزاء، ولا تحمل جديدا يدين المدان شعبيا ووطنيا.

والمعلومات التي أدلى بها ضابط الأمن الوقائي السابق حول ما طلبه منه محمد دحلان  من معلومات دقيقة وسريعة حول أسماء المجاهدين الذين نفذوا الاشتباك مع قوات الاحتلال الجمعة الماضية والتي أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة خمسة آخرين، هذه المعلومات لم تقدم جديدا، أو أمرا مفاجئا، وإن كانت فقط تضيف نقطة إلى جانب النقاط  المسجلة على دحلان قبل محاولته الانقلابية في غزة، أو في دوره المعروف للجميع في العدوان الأخير على غزة، أو في محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في القطاع، سواء عبر الدعاية السوداء التي يقف خلفها، والشائعات التي يبثها من خلال طابوره الخامس، أو من خلال المجموعات التي يحاول تفعيلها داخل القطاع، ودفعها نحو القيام بأفعال تزعزع الأمن وتخل بالنظام.

جمع المعلومات عن المقاومة، ورجالها، ومخازنها، ونوع الأسلحة، وأماكن السكن، ونوع السيارات، ليست جديدة، وهي سياسة اتبعت قبل العدوان وهي مستمرة بعد العدوان، لأن هذه هي المهمة الأساسية التي باتت تشغل بال دحلان، وزمرته، والمتعاونين معه، وهي نفس المهمة التي تشغل بال الاحتلال الإسرائيلي وهي كيف القضاء على حركة حماس؛ لأنها باتت هي العدو للطرفين الإسرائيلي والدحلاني العباسي، وبات شغلهم الشاغل كيف التخلص منها، لأنها تشكل العقبة أمام ما يخططون له من مشاريع تقضي على البقية الباقية من القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني.

يجب على الجميع اخذ الحيطة والحذر من هذه المخططات التي تنفذ بأيدي فلسطينية مزروعة في قلب الصف الداخلي سواء بدافع الحقد،أو دافع الانتقام، أو بدافع العمالة، بقصد أو بدون قصد وفق نظرية التحالف مع الشيطان، أو الغاية تبرر الوسيلة، ويجب أن لا تغفل عيون الأمن عن ما يجري من مخططات تهدف إلى التخريب، ومساعدة الاحتلال ظنا من القائمين عليها أنها تخدم مصالحهم، وتحافظ على تواجدهم، وتعيدهم مرة أخرى إلى السيطرة على قطاع غزة لممارسة إفسادهم وفسادهم.

اخبار ذات صلة