قائمة الموقع

البوابة السوداء وفتامين "واو" يقتلان الطفلة رزان

2014-11-27T16:25:54+02:00
الطفلة رزان صلاح قبل وبعد دخولها العناية المركزة
غزة- حمزة أبو الطرابيش

" الشكوى لغير الله مذلة.. أرحني يا رب"، لربما هذا تفسير النظرات الأخيرة للطفلة رزان وهي ترقد على سرير المرض في إحدى غرف مستشفيات غزة. استجاب الرحمن لشكوتها وأخذ بروحها إلى السماء.

الطفلة رزان صلاح التي انتهى عمرها عند العقد ونيف، إحدى ضحايا معبر رفح البري الذي أغلقته السلطات المصرية بجانب تقاعس لجنة العلاج بالخارج، وفق كلام خالها الطبيب نضال غنيم الذي كان من بداية مرض رزان إلى حين وضعها في القبر.

 قبل أسبوع من صياغة هذا النص، ظهرت بقع زرقاء على جسد تلك الطفلة،  نقلت إلى المستشفى الأوروبي. جرى تشخيص حالتها ، والنتيجة، تحولية للخارج بأسرع وقت لزراعة نخاع.

"من المعروف أن التحويلة العاجلة لا يتجاوز مدتها يومين(..) ولكن فتامين "واو"  ما انخلق النا". هكذا افتتح الطبيب حديثه مع "الرسالة نت".

فوجئت عائلة صلاح برد لجنة العلاج أن الموافقة على الورقة سيأتي بعد يومين، لأن البوابة السوداء "معبر رفح" المغلق يحتاج لعدة إجراءات كي يتسنى للعائلة إخراج طفلتها، هذا إن لم تفشل.

في قطاع غزة آلاف المرضى والطلبة حالهم كرزان ينتظرون أحر من الجمر شعاعا يخرج من هناك.

بقيت الطفلة المتوفية في غرفة جدرانها كلون المرآة  تنتظر يوم الخميس ذاك، ولكن حين جاء موعد أجلت من جديد إلى يومين.

وبعد 48 ساعة من المد والجزر استطاعت العائلة الحصول على موافقة للعلاج داخل الأراضي المحتلة، ولكن صدمت العائلة مرة أخرى أن المستشفى هناك لا تستقبل الحالة إلا بوجود كتاب صريح من وزارة الصحة وبتغطية تكلفة العلاج التي تتجاوز 3 ألاف دولار.

جاء الفرج من الرحمن باتصال  يخبر العائلة أن المستشفى داخل الخط الأخضر وافقت على التحويلة.

مسرعًا.. خال الطفلة أكمل الإجراءات الورقية كافة وذهب بها للشؤون المدنية حتى تُرسل إلى المشفى ويجرى نقل رزان في اليوم الثاني.

 جاء ظهر اليوم الثاني وذهب عصره ولم  يتواصل معهم أحد، والحال ساكن، ترقد رزان بصمت على سريرها وأفراد العائلة ينتظرون "رحمة الله".

يكمل الطبيب غنيم الذي سيطر على حديثه الغضب : "ذهبت إلى الشؤون المدنية لمعرفة ما يحصل، اتضح أن الفاكس الموجود عاطل حسب ما أبلغوني، وأن الأوراق حتى هذه اللحظة لم ترسل هناك".

طوال هذه الفترة من المماطلة دخلت رزان غيبوبة إثر نزيف في دماغها، وما هي ساعات فقط لتصعد روحها  إلى السماء.

وجهها شاحب، وعينيها تحكي ألم الفراق، هكذا تجلس أم رزان بين المعزين لها بفقدان طفلتها، تقول بعد ما استجمعت قواها : "أسبوع كامل واحنا بنذهب من مكان لآخر لنقدر نطلع بنتي ونعالجها". صمتت برهة ثم تحسبنت.

"الرسالة النت" حاولت الوصول لدائرة العلاج بالخارج بعدما أجرت عدة اتصالات هاتفية على مسئولها فتحي أبو وردة  للوقوف أكثر على  تفاصيل حكاية رزان، لكن عدم إجابته على اتصالاتنا حالت دون ذلك.

وبعد كل ذلك، من الطبيعي جدًا أن تهرب روح رزان إلى خالقها وتشكو له همها لأن في جنوب القطاع "بوابة سوداء" تغلقها السلطات المصرية حتى إشعار آخر، بجانب تقاعس لجنة العلاج بالخارج حسب اتهامات خال الطفلة.

اخبار ذات صلة