قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حكومة منزوعة الدسم

أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

بقلم / وسام عفيفة

مع انتهاء صلاحية حكومة التوافق التي أُنتجت قبل 6 شهور، يثار جدل حمساوي فتحاوي حول شرعيتها حسب بنود المصالحة التي تُوّجت برفع الأيادي وتوزيع التهاني والابتسامات في اتفاق الشاطئ.

وبغض النظر عن الخلاف حول عمر الحكومة فإن النتيجة التي وصلنا لها كمواطنين ورعية بعد 6 شهور أنها حكومة "منزوعة الدسم"، أجبرتنا على ممارسة الريجيم الخدماتي والإداري والمالي وفي عهدها "ما شفنا يوم حلو".

الآن اكتشفنا سبب إصرار الرئيس أبو مازن على تولي رامي الحمد الله حكومة التكنقراط، لأن الرئيس بمكره قرر: "هيك حكومة بدها هيك رئيس".

ولأنها حكومة تكنوقراط يعني معظم وزرائها ليس لهم ظهر تنظيمي؛ يتضح فشل التجربة "التكنوقراطية" في ظل الحالة الفلسطينية السياسية والفصائلية الاستثنائية، لهذا قالوا في المثل الشعبي: "اللي له ظهر ما ينضربش على بطنه".

وهكذا يتهم وزراء التوافق بأنهم ظلموا الناس خصوصا أهل غزة، في حين أنهم ظلموا أنفسهم أيضا، بقبولهم مهمة شبه مستحيلة، وتم تحويلهم إلى أداة لتجميل الانقسام.

وأما عن الجدل الدائر حول عمر الحكومة، فإنه رغم إثارة حماس موضوع صلاحية الحكومة بعمرها الزمني بهدف تحريك المياه الراكدة إلا أن رد فتح جاء على طريقة: "اضحكنا عليكم" ما يشي بأن المصالحة أصبحت "مسخرة"، وتفسير النصوص بانتقائية من طرف فتح، بينما تفسرها حماس على قاعدة حسن النية، الأمر الذي استفز زميلا حقوقيا فعبر عن انتقاده بتعليق قال فيه: "تعمل ليّة خروف وتشويها وتقليها... في حاجة اسمها المهارات القانونية واللغوية لصياغة العقود، بيعطوها لسنة أولى جامعة، فيه مراكز بتعطي الدورة بخمسين شيكل".

والحقيقة أن الحكومة لم تستلم مهامها كاملة، ولم تحصل على شرعية برلمانية، وتخالف الدستور، وتعرضت لعوامل النحت الرئاسية، والتعرية الإدارية، ولم يبق من صلاحيتها سوى ورقة المصالحة التي بدأت تأكلها "أرضة" الخلافات والتجاوزات.

على كل حال هناك ما هو أهم من المصالحة والتوافق وبنود الاتفاق لتحديد مصير الحكومة: الشارع والمواطنون، الحاجة والفقر، البطالة والعتمة، وغضب الحليم. لهذا على من يعتمد على الشطارة في تحليل بنود الورقة، ننصحه أن يلفها ويضعها في الخرم.. خرم أذنه حتى يسلكها ويستمع جيدا للصوت العالي.

البث المباشر