لكسب ود النظام المصري؛ يكثف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في كل زيارة له للقاهرة الهجوم على حركة حماس عبر وسائل الإعلام المصرية، في محاولة لقطع الطريق على غريمه القيادي المفصول محمد دحلان المقرب من القيادة المصرية.
تصريحات أبو مازن تضرب جهود المصالحة الفلسطينية رغم الحديث الجاري عن قنوات اتصال جديدة بين الفصيلين المتنازعين، ما يؤكد أن رئيس السلطة يضرب المصالحة في مقتل ويتقرب للنظام المصري على حسابها.
مراقبون يرون أن أبو مازن يخطئ في مهاجمته لحماس عبر الإعلام المصري، خاصة انه شريك للحركة في المصالحة وحكومة التوافق.
واعتبروا أن الأجدر به التركيز على كيفية تخفيف معاناة مليوني مواطن في قطاع غزة، من خلال حشد الدول العربية لممارسة الضغوط على دولة الاحتلال؛ للالتزام بتنفيذ اتفاق القاهرة ببنوده كافة من اجل رفع الحصار، واعادة الاعمار، وفتح المعابر، لكنه يفعل عكس ذلك كليا.
إرضاء لمصر
وكعادته، هاجم الرئيس عباس حركة حماس خلال زيارته مطلع الأسبوع الجاري لمصر في حوار مطول مع قناة القاهرة والناس وقال إن حماس هي المسؤولة كلياً عن غزة، وليس حكومة التوافق وكرر اتهامه لها بالتفجيرات التي حدثت مؤخرا في القطاع.
وبحسب الحوار، ادعى عباس أنه لن يتفاوض على الأراضي مع (إسرائيل) بينما اتهم حماس أنها تجري مفاوضات سرية مع (إسرائيل).
المحلل السياسي مصطفى الصواف قال: بمهاجمة حماس، يضرب أبو مازن عصفورين بحجر وهما حماس ودحلان، الذي قيل في تصريحات انه يحاول التقارب من الأخيرة.
ويسعى عباس للعب ذلك الدور في ظل ضغوط تمارس عليه وتهديدات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمصالحة مع دحلان، وجعله نائبا له ليكون عنوان المرحلة القادمة.
ويرى الصواف أن عباس يحاول إشغال الإعلام المصري باتهام حماس عن قضايا أخرى تخص علاقته بدحلان، خاصة أنه يرى في الإعلام المصري الوسيلة الأنجع في ممارسة ذلك التشويه.
وذكر أن إعلام مصر يستغل الفرصة لمهاجمة المقاومة وكل ما هو إسلامي على لسان رأس الهرم الفلسطيني، وذلك أبلغ من أن يكون على لسان إعلاميين مصريين.
مصالحة مجمدة
من جانبها نفت حركة حماس على لسان نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق، إجراء أي اتصالات أو مفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع (إسرائيل).
وأعلن رفض الحركة لمقترح "دولة بحدود مؤقتة"، مؤكداً أن المخرج من حالة الخلاف القائمة مع حركة فتح يتمثل بإجراء الانتخابات.
وأكد وهو يفند مجمل الخلافات مع فتح، في رده على اتهامات الرئيس عباس الأخيرة التي وردت في مقابلة مع إحدى الفضائيات المصرية أن من قام بالتفجيرات الأخيرة ضد منازل قادة حركة فتح في غزة "هم من أعلنت عنهم سيادة الرئيس، خاصة أصحاب القبور منهم"، مضيفا "من افترى على هؤلاء اعترف بجرمه كاملا".
وأشار إلى أن قوة الأمن في غزة اوقفت التحقيق في هذه الحادثة بناء على تعليمات أبو مازن، لافتا إلى أن حركة حماس كانت أول المستنكرين لهذه التفجيرات.
وقال إن الأجهزة الأمنية بدأت بالقيام بما هو مطلوب منها، منتقدا "الاتهامات الموجهة، والخطب الموتورة، والتعليقات المستفزة، والإدانات الجاهزة قبل التحقيقات".
تلك الاتهامات من الواضح أنها تضر بالمصالحة وتجعلها بعيدة المنال وذلك ما قاله المحلل السياسي حسن عبدو، فهو شبهها بالسراب الذي يبتعد كلما اقترب منه الفلسطينيون، قائلا: يجب ألا نخدع الشعب أكثر من ذلك، باتت هناك قناعة أن المصالحة من الماضي وهي ليست متاحة الآن.
واستبعد نجاح أي جهود في جمع الطرفين من جديد، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تبدو أكثر اختلافا وصعوبة عن أي مرحلة سابقة.
وأشار إلى أن الطرفين ليس بحاجة لنصائح حول أهمية تطبيق الاتفاقات الموقعة بينهما وما ينقصهم هو الإرادة السياسية للمضي قدماً.
ووافقه الرأي الصواف الذي اعتبر أن المصالحة مجمدة والحكومة ستستمر في ممارسة مهامها رغم انتهاء مدتها، مشيرا إلى أن أبو مازن أخذ من المصالحة ما أراد وترك أجزاءها الأخرى، مبينا أنه أخذ الحكومة وترك الانتخابات وغيرها من الملفات ورغم ذلك رفض أن تمارس الحكومة دورها وأدار ظهره لغزة.