قائمة الموقع

السلطة تقمع صحفيي الضفة المحسوبين عليها

2014-12-08T16:02:04+02:00
صورة من الأرشيف
الرسالة نت – مها شهوان

لم تكتف السلطة في الضفة بقمع صحفيي حركة حماس وغيرها من الفصائل، حينما كانوا ينقلون ممارساتها هناك، بل ذهب قادتها المتنفّذون إلى سب وفصل إعلاميين محسوبين عليها، لاعتراضهم على سلوكها أيضا.

وما حدث مع أحمد زكي المدير العام للأخبار في تلفزيون فلسطين، خير دليل، فقد أدى اعتراضه على استضافة الاعلامي المصري توفيق عكاشة إلى اصدار قرار رئاسي بفصله من منصبه.

ولم يكن زكي يعلم بخبر اقالته الا من زملائه، ولم يتوقع كذلك أن تصريحا له عبر صفحته بالفيسبوك وانتقاده عكاشة ووصفه بالعميل لـ(إسرائيل)، سيؤدي إلى اقالته من منصبه، رغم موجة التنديد الواسعة التي وقعت في صفوف الصحفيين والمواطنين للعدول عن القرار.

حالة زكي ليست الأولى التي يهان أو تنتهك فيها حرية صحفيين محسوبين على السلطة من قادتها؛ الأمر الذي يفسره البعض أنه درس قوي لكل من تسوّل له نفسه انتقادها أو أعوانها.

وسبق فصل زكي، واقعة الصحفي محمد اللحام عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للإعلام الرياضي، حينما تطاول عليه القيادي الفتحاوي جبريل الرجوب خلال جولة عمل قام بها وفد رفيع من نقابة الصحفيين، يرافقه رئيس الاتحاد العربي الرياضي، حتى وصلوا الى منزل مسؤول حقيبة الرياضة بفلسطين الرجوب.

استغل الرجوب وجود اللحام في بيته وتطاول عليه وحاول النيل من كرامته الوطنية؛ على خلفية بوست سابق كان الأخير قد نشره عبر صفحته بالفيسبوك ينتقد فيه الرجوب، بعدما وصف الصحفيين الرياضيين بأنهم "صفر".

وكالعادة اتهم الرجوب خصمه بالعمل لأجندات معادية ولحساب الاحتلال، لكن اللحام حاول تمرير الاتهام عدة مرات إلا أنه في النهاية وقف أمام الوفد قائلا: "فشرت عينك يا جبريل واجندتنا وطنية معروفة وستدفع ثمن تطاولك هذا امام النقابة والحركة".

مجرد أن أنهى اللحام حديثه حتى تدخل حراس الرجوب واقتحموا الاجتماع للنيل منه، لكن تدخل ناصر أبو بكر عضو نقابة الصحفيين منع ذلك.

لم يخف اللحام من تهديدات الرجوب وذهب إلى باب المقاطعة للاعتصام والمطالبة باتخاذ اجراءات حاسمة ضد سلوكيات رجوب.

وعلى ما يبدو فإن سلسلة الانتهاكات المعلنة بحق صحفيي السلطة من قادتهم لم تتوقف، فحديثا هدد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بالتوجه إلى القضاء لمحاسبة الاعلامي ماهر شلبي؛ لما صدر عنه خلال برنامجه التلفزيوني "حكي عَ المكشوف".

وأصدر عبد ربه بيانا صحافيا جاء فيه أن شلبي يروج لسلسلة من الاكاذيب والاتهامات الزائفة خلال برنامجه التلفزيوني، من أبرزها عقد اجتماع سري مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في دولة الإمارات العربية، بمشاركة دحلان وسلام فياض.

ولفت في بيانه إلى أن الهدف المباشر لشلبي من خلف تلك التصريحات، محاولة التشويش على الموقف الوطني الذي تدافع السلطة عنه.

ورد شلبي على تهديدات عبد ربه قائلا: "سأترك القضاء يقول كلمته".

ويعقب نشأت الأقطش أستاذ الاعلام في جامعة بيرزيت قائلا: "السلطة لا تعطي الصحفيين حريتهم، فالاعتقالات كثيرة على أساس حرية الرأي والتعبير"، معتبرا تلك الانتهاكات جزءا من المعادلة السياسية والانقسام الذي يعيشه الفلسطينيون.

وأكد أنه لا يوجد نظام ديمقراطي يتعلق بحرية الرأي والتعبير، لكن الحال في الأراضي الفلسطينية الأفضل مقارنة مع الأنظمة العربية الأخرى.

وفي سؤال حول الهدف من تلك التهديدات والانتهاكات بحق صحفيين محسوبين على حركة فتح أجاب الأقطش: "هي ليست ظاهرة، بل مخالفات فردية وليست مواقف وراءها أهداف خفية"، موضحا أن ما جرى حديثا كان نتيجة خلافات شخصية ليس أكثر.

وأكد أن الصحفيين الفتحاويين لا ينتقدون السلطة "كونهم يتبنون رؤيتها ومواقفها السياسية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك خلافات وانشقاقات عميقة داخل فتح.

الواضح في خلاصة الأمر أن السلطة وقادتها لا يتقبلون انتقادهم ممن حولهم، فكل ما تريده من صحافييها، التهليل والتسبيح بحمدها.

اخبار ذات صلة