قائمة الموقع

مقال: غزة وهواجس الحرب القادمة

2014-12-28T22:07:44+02:00
بقلم: إبراهيم المدهون

استشهاد أحد قيادات القسام الميدانيين في خانيونس وإصابة جنود إسرائيليين في اشتباك مسلح محدود هو رسالة لجميع الأطراف أن غزة لم تستقر بعد، فهناك نار تحت الرماد يحتاج إرادة واعية لتجنيب القطاع مآلات صعبة قد لا تحتملها المعادلات الداخلية والإقليمية، فغزة اليوم تعيش تهدئة هشة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذلك بسب سوء إدارة الملف من قبل النظام المصري الذي رعى اتفاق وقف إطلاق النار دون تقديم حلول جوهرية لكافة المشاكل.

فالمعابر مغلقة ومسيرة الإعمار معطلة والمصالحة مترنحة والحصار يزداد يوما بعد يوم، والمشكلة أن هذه التعقيدات يلام فيها الجانب المصري مع السلطة الفلسطينية أكثر من (الإسرائيلي)، بل إن الاحتلال بمكر لئيم يُسهل حركة المعابر في الوقت الذي يوصد المعبر المصري الوحيد في وجه الفلسطينيين، وكأن السلطة والنظام المصري يتواطآن على تحقيق ما فشل الاحتلال (الإسرائيلي) على تحقيقه في خلال العدوان والحرب.

ما زالت خيارات المقاومة مفتوحة ومستعدة لأسوأ وأقسى الاحتمالات وأخطرها، وإن كانت لا تفضل اليوم التوجه لمواجهة عسكرية شاملة واستئناف معارك العصف المأكول، وأعتقد أن الاطراف المختلفة أيضا بما فيها النظام المصري الذي يشدد حصاره ويساهم في تفجر التهدئة من حيث يدري أو لا يدري، والسلطة الفلسطينية فضلا عن (إسرائيل) غير معنيين باستئناف المواجهة العسكرية في غزة من جديد، كما أن البيئة الدولية غير مهيأة لقلاقل عنيفة في هذه البقعة، ولهذا لا اعتقد ان تتطور الاحداث أو تنفجر بسهولة وان كانت جميع الاسباب الموضوعية تدعوا لذلك.

مخطئ من يظن أن الانتخابات (الإسرائيلية) ستدفع بنتنياهو لشن عمليات عسكرية كنوع من الدعاية واستجلاب الدعم الجماهيري، هذا الاحتمال يمكن لو أن قرار الحرب والسلم يحتكره رئيس حكومة الاحتلال وهذا ليس صحيحا، فاتخاذ القرار في (إسرائيل) اعقد من ذلك بكثير وتساهم به مؤسسات الكيان المختلفة من استخبارات وجيش واقتصاد ومعارضة بالإضافة لرأس الحكم، ولم يعد من السهل شن عدوان على غزة يمكن تحويله لاستنزاف طويل الأمد.

لا احد ينكر أن القطاع منهك ولا يريد مواجهة ويحاول ترميم ما افتقده في الحرب، ولكن هناك اصوات شعبية بدأت تتساءل عن جدوى الصمت أمام الحصار والعدوان المتكرر على الصيادين والمزارعين، ويؤكدون ان لا أمل لنا في الخروج من هذه الضائقة إلا باستكمال ما بدأناه في العصف المأكول من مواجهة توحد القطاع وتبعثر أوراق الحصار، وبدأت تكبر يافطات الانفجار كخيار وأن الحصار موت بطيء مذل والمواجهة موت سريع بكرامة.

اخبار ذات صلة