قائمة الموقع

مقال: تقرير المراقب وتصريحات القسام وهواجس الحرب

2017-03-02T06:14:54+02:00
الكاتب إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

 ما ورد في تقرير مراقب الدولة في الكيان الصهيوني أدركناه ونحن نعيش حرب 2014، ولهذا لم يفاجئ المراقبين وانما أكد ووضح بشكل رسمي ما لاحظناه على أرض الواقع في العصف المأكول وما لمسناه في تداعياتها من تراجع قوة الجيش الإسرائيلي، وظهور الفراغ القيادي لدى الاحتلال، وتطور المقاومة استخباراتيا وميدانيا، مما عزز نظرية توسع المقاومة وانكماش الاحتلال وهذا يعطي املا واضحا اننا أمام مرحلة جديدة فيها تنمو ارادة شعبنا وتتوسع ويتآكل المحتل ويتقهقر.

هذا التقرير لا علاقة له بعدوان جديد من عدمه، فالحرب والتهدئة تحددها معطيات ميدانية وسياسية وحتى اللحظة لا تعزز هذه النظرة رغم خطورة وتفجر الاحداث في أي لحظة، بل بالعكس تقرير مراقب الدولة أظهر قلق الاحتلال الواضح من سلاح الانفاق الذي اثبت فاعليته في معركة العصف المأكول، وما زال هذا السلاح عصيا عن الفهم والاحتواء الاسرائيلي، وهناك اسئلة لم يجد الاحتلال لها جوابا حتى اللحظة.

ومن يتابع تقرير الدولة يجد ان الاحتلال لا يملك الان رؤية واضحة تجاه غزة، حتى انه شن عدوانه الاخير دون تحديد أهداف وهذا دليل تعقيد الواقع في القطاع وقدرة المقاومة على احداث مفاجآت، ويفسر أيضا لماذا طال العدوان دون اي افق، وباعتقادي حتى اللحظة لا يملك الاحتلال رؤية واضحة عن غزة وهذا ما يصعب نشوب مواجهة اخرى او عدوان جديد، فنحن امام قيادة إسرائيلية مهزوزة ومترددة ورؤية اسرائيلية مشوشة، واهداف غير محددة.

لهذا يأتي تصريح أبو عبيدة الاخير أن أي عدوان قادم على قطاع غزة سيكون للمقاومة كلمتها فيه، في الاتجاه الصحيح وهو يعني ان القسام رفض معادلة الاشتباك الذي يحاول العدو فرضها، وان الاحتلال يتحمل تداعيات ما يمكن ان تذهب اليه الاحداث، وأن الرد سيكون بمستوى عدوان الاحتلال مهما كلف من ثمن.

لهذا على الاحتلال الاسرائيلي ان يتوقف عن استخدام ذرائع واهية لاستهداف مناطق تخص المقاومة، وسيعتبر أي عدوان بعد ذلك حتى ولو لم يستهدف الانسان الفلسطيني انه خارج إطار التهدئة، وسيتم الرد عليه، ومع هذا أجد ان تصريح ابو عبيدة يمنع الحرب ويبعدها أكثر مما يستجلبها.

اخبار ذات صلة