قائد الطوفان قائد الطوفان

فياض.. من الطريق الثالث للاتجاه المعاكس

غزة- هادي إبراهيم- الرسالة نت

انتقد مراقبون وقادة فصائل فلسطينية تصريحات رئيس حكومة رام الله سلام فياض حول قيام الدولة الفلسطينية في العام 2011، معتبرين أنة لا توجد مقومات لإعلان دولة فلسطينية في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي.

وتأتي تصريحات فياض في الوقت الذي صعدت خلاله حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية تهويد المقدسات الإسلامية وبناء الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة والضفة الغربية.

ويؤكد البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسة أنه لا توجد مقومات لإعلان دولة فلسطينية في ظل الاحتلال الصهيوني.

ويوضح قاسم في تصريح لـ"الرسالة نت" أن سياسة الاحتلال في الضفة هي كما كانت سياسة "الاستيطان" في الجليل، وهي تتكرر في الضفة؛ حيث يتم قضمها قطعةً قطعةً؛ بحيث تمنع إقامة حلم الدولة الفلسطينية المنشودة.

ولفت الأكاديمي الفلسطيني الذي يتعرض لمضايقات من قبل أجهزة فتح الأمنية إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بشكل يومي بممارسات تنافي سيادة أية دولة من حيث الاقتحامات و"الاستيطان" والاعتقالات.

ويبين قاسم أن تصريحات فياض بشأن إعلان الدولة، هي مجرد تصريحات توهم الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة، ولا يوجد لها سند على أرض الواقع. 

وحديث فياض عن إقامة الدولة الفلسطينية هو الثالث من نوعه إذ أعلن عبد القادر الحسيني في العام 1948 عن قيام الدولة دون أن يترجم إعلانه على أرض الواقع، بينما أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات عن قيام الدولة عام 1988 ولاقت دعوته نفس المصير.

وانتقد إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، تصريحات فياض، مؤكداً أنها محاولات لخلق انطباع وكأن الحكومة والسلطة تنشغلان في تحقيق الأهداف الوطنية.

واستهجن أبراش أن تصدر هذه التصريحات عن فياض، في الوقت الذي تعجز فيه الولايات المتحدة عن إقناع إسرائيل حتى بتجميد الاستيطان، متسائلاً عما إذا كان فياض "ينوي الإعلان عن الدولة مع بقاء الكتل الاستيطانية على حالها، وفي ظل الحقائق التي أرساها جدار الفصل العنصري، وباستثناء منطقة غور الأردن وغيرها، وبعد إخراج القدس من المعادلة تماما".

وتساءل الأكاديمي الفلسطيني: "هل في الإمكان الإعلان الدولة من دون غزة، حتى يسود واقع سياسي مغاير في القطاع؟ وهل في الإمكان الإعلان عن الدولة في الضفة والقطاع في ظل حالة الانقسام؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل في الإمكان إنهاء حالة الانقسام مع حلول أغسطس (آب) 2011"، مستدركا أن آخر ما يعني فياض هو إنهاء حالة الانقسام.

ولم يستبعد أبراش "وجود اتفاق للإعلان عن الدولة لفترة محددة قبل الإعلان عن اتحاد كونفدرالي مع الأردن".

وأحدثت تصريحات فياض حول قيام الدولة ردت فعل عند الفصائل والأسرى الفلسطينيين إذ عبروا عن رفضهم لمشروع فياض ووصفوه بأنه "ساذج وغير مسؤول".

واستنكر عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق التصريحات، قائلاً: "إن تصريحات فياض بقدر ما تثيره من سخط واشمئزاز، بقدر ما تعبر عما وصلت إليه الحال في مقاطعة رام الله من سقوط وانحطاط على الصعيد الوطني".

وأضاف أن: "فياض أعلن بشكل واضح تنازله عن حق عودة اللاجئين إلى الديار التي هُجِّروا منها، وتوطينهم في الأراضي المحتلة عام 1967".

وأكد الرشق أن فياض "بمواقفه الاستسلامية والتفريطية هذه، يتآمر على اللاجئين، ويبيعهم بثمن بخس، ويقدم خدمات جليلة إلى العدو الصهيوني".

واعتبر أن دولة فياض هي دولة "وفق معايير حددها نتنياهو في حزيران (يونيو) الماضي، أي دولة هلامية منزوعة السيادة والإرادة والسلاح، وهو بهذا ينسجم مع برنامج نتنياهو بتطبيق ما يعرف بالسلام الاقتصادي".

من جانبه، قال أمين سر المجلس الثوري بحركة فتح أمين مقبول: "إنه لا يحق لفياض أو لغيره من السياسيين بالسلطة الإدلاء بتصريحات حول الثوابت الفلسطينية كحق العودة، أو عن موعد إعلان دول فلسطين، أو حتى أية قضايا سياسية تتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني".

وشدد مقبول على أن موقف منظمة التحرير بالنسبة لكافة الثوابت الفلسطينية معروف تماماً، وثابت لا يقبل التغيير، وأعلن عنه في مئات المناسبات السياسية، والوثائق الفلسطينية، ولا يحق لأي شخص كان أن يتصرف في هذه الحقوق".

بدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، فقد أكد على أن حق العودة "مقدس" كباقي الحقوق والثوابت الفلسطينية "لا تقبل التجزئة أو التبديل"، وأنه لا يحق لأي شخصية فلسطينية مهما كان وزنها المساس به.

 

 

البث المباشر