عمان – الرسالة نت
قرر طارق عباس نجل رئيس "سلطة فتح" محمود عباس الهروب من الضفة المحتلة إلى الأردن، بعد أن اتهم قناة الجزيرة الفضائية بـ"تدميره"، حيث ناقشت الأخيرة في إحدى حلقات برنامجها المعروف "الاتجاه المعاكس" طلب السلطة تأجيل التصويت على تقرير القاضي "ريتشارد غولدستون" حول الجرائم الصهيونية خلال العدوان على قطاع غزة، لوجود صفقة بين والده -عباس- والكيان الصهيوني تتعلق بترددات لشركة الاتصالات الفلسطينية.
وذكرت "الجزيرة نت" في تقرير لها، الأربعاء، أن جلسة عقدتها محكمة صلح جزاء عمان، صباح اليوم، استمعت فيها لطارق باعتباره مشتكياً في القضية التي أقامها مع شقيقه "ياسر" ضد قناة الجزيرة والكاتب ياسر الزعاترة الذي شارك في الحلقة التي بثتها القناة في أكتوبر/ تشرين الأول 2009 وشارك فيها أيضا القيادي بحركة فتح زياد أبو عين.
وعرف طارق عباس في الجلسة نفسه بأنه نائب مدير شركة "أبيك" للأعمال ومدير عام شركة "سكاي" التابعة لأبيك.
وادعى أن أعماله تضررت بشكل كبير بعد حلقة الاتجاه المعاكس، وأنه اضطر لنقل أبنائه للدراسة من الضفة الغربية للعاصمة الأردنية عمان.
وذكر محامي الزعاترة والجزيرة محمود فريحات، أن "طارق" حاول إثبات تضرره شخصياً بسبب الربط بين طلب السلطة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون وبين وجود صفقة بين "إسرائيل" من جهة ومحمود عباس وأولاده من جهة أخرى تتعلق بترددات لشركة الاتصالات الفلسطينية.
وبين فريحات أن "طارق" أظهر عدم معرفته بوجود أخبار تناقلتها وسائل إعلام مختلفة حول ما ورد بحلقة الاتجاه المعاكس حول قضية الصفقة.
وقال: إن "طارق" أكد أنه ليس سياسياً وغير مطلع على الأمور السياسية، ومنها علاقة السلطة بـ"إسرائيل"، وحاول أن يعزل نفسه عن أي شيء يدور في الضفة الغربية سياسياً، وأنه كان يجيب عن أي سؤال يتعلق بأي قضية سياسية أو كيفية إدارة البرامج الحوارية حول قضايا الرأي العام بـ "لا أعرف".
وعبر فريحات عن قناعته بعد الاستماع لشهادة "طارق" أن قناة الجزيرة ومقدم برنامج الاتجاه المعاكس والمحاور ياسر الزعاترة، لم يقصدوا التعرض لطارق وياسر عباس بصفتهم الشخصية وإنما تناولوا قضية رأي عام تناولتها العديد من وسائل الإعلام وكان هناك ممثل عن حركة فتح يمثل الاتجاه الآخر.
وقال المحامي فريحات "هذه قضية رأي عام والناس استمعت لوجهة نظر الزعاترة ووجهة نظر فتح، وهي التي تحكم على ما جاء في الرأي والرأي الآخر لأن هذا هو المنطق الإعلامي الذي يحكم مثل هذه البرامج الحوارية".
واعتبر أن ما أورده "طارق" حول الضرر الذي لحق به كان على وجه العموم، فهو أكد أن راتبه لم يتأثر بالشركة التي يعمل بها وأن أصدقاءه تعاطفوا معه نتيجة ما اعتبره اتهامات ضده وأنه قرر نقل أبنائه للدراسة في عمان بعد أن تهكم عليهم زملاء لهم في المدرسة التي يدرسون بها بسبب ما ورد بحلقة الاتجاه المعاكس.
وكان طارق وياسر محمود عباس رفعا دعوى ضد قناة الجزيرة والكاتب الزعاترة مطلع العام الماضي، وطلبا مبلغ مليون دولار تعويضاً عن الضرر المعنوي الذي قالا إنهما تعرضا له بعد حلقة الاتجاه المعاكس، سابقة الذكر.
وجاء رفع القضية إثر اتهام "سلطة فتح" بطلب سحب التصويت على تقرير القاضي غولدستون في جرائم الحرب الصهيونية على قطاع غزة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتحدث "غولدستون" عبر قناة الجزيرة إضافة لوسائل إعلام عربية وعبرية عن تهديد "إسرائيل" بسحب تراخيص لشركة الاتصالات الفلسطينية - التي اتهم نجلا عباس بأنهما يملكان حصة فيها- في حال سحب التصويت على التقرير، وهو ما نفاه عباس ونجلاه.