لم تكتمل فرحة متضرري قطاع غزة بدخول بعض أكياس الاسمنت المنتظر منذ أشهر، وبدء بعض أعمال البناء الضرورية والتشطيب، حتى بدأت جدالاتٌ عدةً حول أنواع الاسمنت الوارد للقطاع وجودته ومخاوف استخدامه في بعض الأعمال.
جدلٌ كبير دار حول امكانية استخدام أحد النوعين الواردين من الاسمنت إلى قطاع غزة، في الأعمال الخرسانية علاوةً على أعمال التشطيب، فوقع المواطن الغزّي ما بين وزارةٍ تحذر من خطورة استخدامه، ونقابةٍ وخبراء يؤكدون ألّا خطورة فيه ولا مخاوف من استعماله.
أحدهما اسمنت حجر جيري (CEMII/B-LL) وآخر مركّب (CMII/A-M "SVL")، وكلاهما بورتلندي، إلا أن النوع الأول هو المتوفر بكثرة في السوق المحلي، ولا زالت التساؤلات قائمةً حول امكانية استخدامه في الأعمال الخرسانية من صبّ أسقفٍ أو أعمدة.
وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة التوافق د. مفيد الحساينة، حاول احتواء ما تم تداوله بكثرة حول قوة وجودة الاسمنت المستورد إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن وزارته تتابع دخول الاسمنت وتقوم بفحص جميع الأنواع المورّدة منه إلى قطاع غزة.
وأشار في تصريحات صحفية أن الطواقم الفنية الخاصة بوزارة الأشغال العامة والإسكان، فحصت عيناتٍ من كميات الاسمنت الموردة إلى القطاع، مبينًا أنها توصلت إلى كونها مُطابقةً للمواصفات الفنية.
وحذّر الحساينة المواطنين من خطورة استخدام النوع الأول من الاسمنت (الحجر الجيري) في أعمال الخرسانة -كونه يسبب تلفًا أو صدأً للحديد-، موضحًا أنه يستخدم فقط في أعمال التشطيبات كالقصارة والتبليط والبناء وغيره.
كما دعا المواطنين كافة لضرورة التأكد من نوع الاسمنت قبل استخدامه، وقصر استعماله على الأعمال المخصصة لها، مشيرًا إلى أن الاسمنت المركب هو ما يستخدم فقط في الأعمال الخرسانية والتشطيبات أيضًا.
تحذيرات وزارة الأشغال أثارت مخاوف عديدة لدى من استخدم النوع الأول من الاسمنت (الحجر الجيري) في أعمال الخرسانة والبناء، إلا أن نقابة المهندسين وعددًا من المختصين حرصوا على طمأنتهم وتأكيد امكانية استخدام هذا النوع في أعمال البناء مع زيادة الكميات المستخدمة.
المهندس الاستشاري هاني فرج الله، نفى ما أوردته وزارة الأشغال حول إمكانية أن يسبب اسمنت الحجر الجيري صدأ الحديد وخطورة استخدامه في أعمال الخرسانة، مؤكدًا أنه لا ضير من استخدامه لكن بكميات كافية.
وأوضح فرج الله في حديثٍ لـ"الرسالة نت"، أن هذا النوع من الاسمنت مُصنّع أساسًا لأعمال التشطيب، لكن لا يُمنع استخدامه في أعمال الخرسانة إن أضيفت كميات كافية، مع أفضلية استخدام النوع الثاني (الاسمنت المركب).
المهندس فرج الله وعبر سنوات خبرته التي تجاوزت الـ 25 عامًا في مجال الاسمنت وخرسانة والطرق، أوضح أن عشرات الاتصالات وردت إليه من متضررين، انتابتهم مخاوف من استخدام اسمنت الحجر الجيري، ومنهم من استخدمه فعلاً في أعمال البناء وصب الأعمدة والأسقف.
يُطمئن فرج الله هؤلاء بنفيه خطورة استخدام هذا النوع من الاسمنت والذي يحمل مسمى (CEMII/B-LL)، مؤكدًا أنه يستهلك كميات أكبر من الاسمنت في الخلط، حتى يضاهي جودة الاسمنت المركب (CMII/A-M "SVL").
نقابة المهندسين في محافظات غزة، أكدت أيضًا عبر صفحتها على "فيس بوك" أن اسمنت الحجير الجيري يُمكن استخدامه في أعمال الخرسانة المسلحة وغير المسلحة، إضافةً لعمليات التشطيب، نافيةً بذلك ما تم تداوله حول خطورة استخدامه.
