أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن المصالحة الوطنية تمر بمنعطف خطير، محملًا رئيس السلطة محمود عباس المسؤولية الكاملة عن تعثر المصالحة.
وقال هنية في لقاء أجراه استوديو "نداء الحرية" وبثته فضائية الأقصى مساء الاثنين، "المصالحة تسير ببطؤ شديد جداً بسبب عدم الإيفاء بالتزامات اتفاق الشاطئ، والملفات المنوطة بحكومة التوافق الوطني".
وأضاف "على الرئيس أن ينطلق بعيدًا عن الحسابات الضيقة والخاصة، والنظر للفضاء الواسع لقضيتنا ومتطلبات الإجماع الوطني".
وأوضح هنية أن المصالحة لا يمكن أن تبنى إلا على مبدأ الشراكة، وليس على مبدأ الإقصاء في الساحة الداخلية.
وشدد على أن حركة حماس مع المصالحة الفلسطينية، لكن ليست على حساب مواقفها.
وعبر هنية عن عدم تفاؤله كثيرًا من زيارة وزراء حكومة التوافق الوطني إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الزيارة يمكن لها أن تضع القطار على السكة وتعالج المشاكل الحقيقية التي يعاني منها القطاع.
وأضاف "الحكومة بكل أسف لم تنجح في التعبير على أنها للكل الفلسطيني، وتتعامل مع غزة وكأنها خارج الجغرافيا السياسية، ولم تقم بالمهمات المنوطة بها حسب الاتفاقات الموقعة".
وقال هنية "إن الحكومة لم تدرج الموظفين في غزة ضمن الهيكل الإداري للحكومة والسلطة، وظلّت تتعامل بانتقائية مع القطاع".
وأكد هنية على أنه ما لم تكن هناك إرادة سياسية حقيقية من عند الرئيس محمود عباس بضرورة الالتزام بما تم التوقيع عليه، ستبقى الأمور تراوح مكانها، مشيرًا إلى أنه من حق حماس والفصائل أن تقيم وتدرس الخيارات حتى لا نسمح باقتطاع غزة من المشروع الوطني.
وعن إمكانية إقامة حفل انطلاقة لحركة فتح بغزة، أوضح هنية أنه لم تتقدم فتح في غزة للأجهزة الأمنية بطلب إقامة حفل الانطلاقة، ولا يوجد أي مؤشرات حتى اللحظة عن وجود انطلاقة في القطاع.
ولفت إلى أن مهرجان إحياء الذكرى العاشرة للرئيس الراحل ياسر عرفات تم إلغاؤه بقرار من اللجنة المركزية لفتح، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية قدمت خطة لحماية المهرجان ورفعت تقريرها لوزير الداخلية رامي الحمد الله في حين لم تتلق أي جواب على الخطة ولم يتوفر أي إمكانيات لمهماتها في توفير الأمن.
وتابع هنية قوله:" لهذا أبلغت قيادة فتح بأنها غير قادرة على أن توفر الحماية الأمنية لأنه لم يتم اعتماد خطتها من أي جهة"، مجدداً استنكاره للتفجيرات التي وقعت بحق منازل قياداتها.
وأضاف: "من المؤسف أن يخرج أبو مازن ليتهم حماس بالتفجيرات التي وقعت في غزة دون أي تحقيق".
وفيما يتعلق بالتقارب مع دحلان, قال هينة إن العلاقة التي تجمع حركته مع القيادي محمد دحلان هي "علاقة أبناء شعب"، متابعًا "نرحب بكل من يريد أن يخفف المعاناة عن الفلسطينيين بغزة دون أي شرط".
وبيَّن هنية أن المساعدات التي تقدم غير مشروطة وتوزع بشفافية وغير مرتبطة بأجندة إقليمية ودولية، مؤكداً أن حماس تقترب من أي جهة بقدر اقترابها من الوطن وان الباب مفتوح للجميع.
وفي موضوع علاقة حماس بإيران، أكد أنها وطيدة ومتينة، مؤكدًا أن حماس تبني علاقتها مع دول الخارج لصالح القضية الفلسطينية.
وأضاف هنية "نحن شعب تحت الاحتلال وبحاجة إلى الدعم من جميع الدول العربية والإسلامية"، مشددًا على أن حركته تحرص على بناء العلاقات مع جميع الدول في إطار دعم القضية الفلسطينية.
وتابع: "نحن في علاقات مفتوحة مع إيران والسودان وتركيا والسعودية ودول غربية مثل روسيـا والعديد من الدول وأساس هذه العلاقات تحرير الأرض الفلسطينية"، مؤكدًا أن علاقة حركته بقطر وطيدة لدعمها للشعب الفلسطيني.
وقال هنية "هناك تراجع في مستوى العلاقة مع المصري وليست بسببنا"، لافتًا إلى أن الاتصالات مستمرة مع المخابرات المصرية"، مطالبًا السلطات المصرية بفتح معبر رفح للتخفيف عن معاناة الموطنين بغزة.
ودعا مصر إلى الضغط على الاحتلال من أجل إنهاء الحصار وإنشاء ميناء ومطار في قطاع غزة.