أبرزها ايران وغزة

تحديات عام 2015 تؤرق (إسرائيل)

رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو
رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو

الرسالة نت-ياسمين ساق الله

مع دخول عام جديد لا يختلف اثنان على أن عام 2014 كان ثقيلا على (إسرائيل) في ضوء أن العديد من المشاكل المرتبطة بأمنها مازالت تؤرق كاهلها بالوقت الراهن وذلك بالتزامن مع وجود بيئة أمنية بالغة الصعوبة في الشرق الأوسط.

وكان رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو قد أشار مؤخرا خلال اجتماعه مع السيناتور الأمريكي ليندزي جراهام إلى أن(إسرائيل) ستواجه تحديات كثيرة خلال العام الجديد والتي ستهدد أمن المجتمع بأكمله .

ألغام محيطة

السنوات الماضية والتي شهدت مواجهات عديدة بين قوات الجيش (الإسرائيلي) والمقاومة أثبتت أن نظرية الأمن المتبعة منذ عام 1967 التي  ترتكز على ثلاثة عوامل "الردع والإنذار المبكر والحسم" تعرضت لهزة كبيرة خلال الحروب الثلاث التي خاضتها دولة الاحتلال ضد قطاع غزة وحزب الله في لبنان.

(إسرائيل) تدرك جيدا أن مشهد الأحداث والمتغيرات السياسية والأمنية وغيرها بالمنطقة يزداد تعقيدا , اضافة إلى أن جيشها في ظل هذه الظروف بات عاجزا  بكل قوته وسلاحه ومعداته عن حسم أي مواجهة قادمة لصالحه وهذا ما اتضح في السنوات الأخيرة.

المعطيات السابقة أكدها نائب رئيس مجلس الأمن القومي (الإسرائيلي) السابق تشيك فرايليخ، في دراسة جديدة أعدها لصالح مركز أبحاث"بيغن" .

وأوضح أن عامل "الدفاع" في الاستراتيجية العسكرية تضرر بشكلٍ بالغٍ، لاسيما أن الجيش لم يعد قادرا على الدفاع عن مجتمعه وأن المشكلة الأساسية باتت اليوم تكمن في نوعية الردع .

هذه هي الحقيقة الموجعة التي يعيشها الجيش (الإسرائيلي) بحسب فرايليخ تؤكد لحكومة الاحتلال وقياداتها على مختلف الأصعدة بأن جل التهديدات الخارجية والألغام المحيطة بكيانهم مازالت قائمة.

ضرب (إسرائيل)

المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية أمير رابابورت ذكر في مقاله أن أهم التحديات والتهديدات الأمنية التي ستواجه (إسرائيل) هي "داعش" الذي يخوض معاركا ضد النظام السوري الذي لم يعد له القدرة على التحكم بالمناطق المجاورة للحدود مع (إسرائيل).

 كما يرى أن التنظيم يخوض معاركا مع عناصر أخرى مناهضة للنظام السوري، وفي حال استقرت الأمور بيده فقد يؤدي ذلك إلى اشتعال المنطقة بتنفيذ عمليات ضد

(إسرائيل).

بدوره لم يستبعد المختص بالشأن (الإسرائيلي) ابراهيم جابر من الناصرة إذا تمكن تنظيم "داعش" من الدخول للأراضي الأردنية أو اللبنانية أن يشارك الكيان (الإسرائيلي) في عمليات قصف للقوة العسكرية لهذا التنظيم.

ليس ذلك فحسب بل يرى أن الحكومة (الإسرائيلية) المقبلة ستتشكل من اليمين المتطرف ما يجعل جعبتها مليئة بالسيناريوهات والتحديات أبرزها تجديد العدوان على غزة ,و احتمال اجتياح أراضي السلطة بالضفة الغربية كما فعل رئيس الوزراء  ارئيل شارون في عام 2003 على اساس تدمير البنية التحتية للسلطة.

ذلك أمر متوقع كما يوضح جابر في ظل محاولات السلطة التوجه لمجلس الأمن للحصول على اعتراف الدولة الفلسطينية وانسحاب الاحتلال من أراضي الضفة.

تحديات داخلية

وهناك تحدي أخر بحسب جابر مرهون في تطورات الوضع بالجنوب اللبناني وكثرة الروايات التي يتناقلها الإعلام الصهيوني حول تعاظم قوة حزب الله .

وهذا بالفعل ما أشار إليه المحلل (الإسرائيلي) السابق رابابورت خلال حديثه عن التهديد الثاني لـ(إسرائيل) المتمثل في مواجهة جديدة مع حزب الله الذي يحاول منذ الحرب الثانية عام 2006 الدخول في معركة مع الجيش (الإسرائيلي).

كما ويعتقد رابابورت أن التهديد الأخر قد يتمثل في زيادة عمليات الطعن ضد المستوطنين بالضفة الغربية والقدس, وفي إمكانية خوض حماس معركة جديدة مع الاحتلال.

ورغم أن الملف الإيراني يمثل تهديد أساسي يؤرق الاحتلال , إلا أن جابر يستبعد قيام (إسرائيل) بأي تحرك عسكري ضد ايران التي تمتلك قوة صاروخية هائلة تمكنها من اصابة أي هدف داخل عمق الكيان (الإسرائيلي) .

جابر يشير إلى أن الاحتلال قادر على مواجهة هذه الاخطار والتحديات الخارجية من خلال اتخاذ اجراءات وعقوبات اوسع وأكثر صرامة كما جاء على لسان نتنياهو , لاسيما وأنه يرى ان (إسرائيل) لا زالت قوية رغم ما تعرضت له في الفترة الأخيرة, في المقابل يوضح أن الأمر الذي تخشاه يكمن في وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش .

في حين ذكر جابر أن أبرز التحديات الداخلية التي تواجه الاحتلال الهجرة العكسية من (إسرائيل) إلى بلاد العالم الناتجة عن الضائقة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة والفقر وعدم قدرة الحكومة على دفع خدمات المجتمع .

البث المباشر