قائمة الموقع

مقال: أنقذوا غزة قبل فوات الأوان

2015-01-04T22:15:36+02:00
الكاتب إبراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

هناك إهمال واضح من قبل الرئيس محمود عباس وحكومته تجاه قطاع غزة، وكأنه يستلذ بقتل أبنائها وآلام سكانها ومعاناة اسرها وكآبة عيشها، واتصوره مبتسما ويشرب نخب أنات أطفال الموظفين والعمال ومن ينهشهم الحصار، وأتخيله يقهقه على مشهد طفلي آل الهبيل وهما يحترقان بنيران الحصار والإهمال والضياع من رئيس كل همه جمع المال لأبنائه واحفاده وتوسعة إمبراطوريتهم المالية، فغزة بالنسبة للرئيس عباس تساوي صفرا، ويتمنى الاستيقاظ مبكرا فيجدها وقد اختفت عن الخارطة أو أن طوفانا ابتلعها بفتحها وحماسها، بيسارها وجهادها، فيتخلص من بعبع  غزة الذي يلاحقه بسبب ما عانته منه طوال السنوات ماضية.

ما يعانيه أهالي غزة من حصار وعزلة وتكالب وتواطؤ حولها لجحيم لا يقوى على العيش فيه إلا أولو الايمان والثقة بنصر الله، على قاعدة أن غزة ابتلاء وصبر والآخرة خير وأبقى، ولكن هذا المنطق الجميل يمكن احتماله لفترة من الوقت حتى تتفتح أبواب الحرية والنصر، أما وهناك حالة عجز وانتظار فهذا ما لا يقبه أحد.

غزة تقاتل الاحتلال وحدها وتتحمل منفردة عبء مشروع التحرير، وتمتلك رجالا لو أرادوا اقتلاع الجبال لاقتلعوها، الإشكالية أنها لا تُقدر نفسها وارتضت الركون في منتصف الطريق وسلمت مقاليدها لمن يسومها سوء العذاب، وعليها الالتفات للحقيقة المرة قبل فوات الأوان: عباس يتاجر بدمها ومعاناة وآلام أبنائها، ولن يتحرك تجاهها بخطوة واحدة، وعليها أن تخلعه وتبدأ التفكير بشكل مختلف.

سلطة أوسلو وجدت لكي تخنق الثورة وتقتل الطموح الفلسطيني، لهذا تدفع غزة ثمن ثورتها وتمردها على منظومة الاحتلال ما دامت ارتضت بذلك، وليس لها الآن إلا أن تفكر بمنطق جديد وتعمل باتجاه انهيار سلطة أوسلو الخائبة المرتبطة بمساحات الاحتلال، وتنشئ إدارة فلسطينية وطنية تحررية يشارك فيها الجميع منفصلة عن إدارة عباس حتى يتم استبداله في الضفة، وبالتأكيد ستواجه في البداية رفضا من القوى الاقليمية والنظم القمعية إلا أن هذا الرفض موجود في ظل الارتماء بحضن اوسلو فلن يرضى أحد عن غزة ولن يسهل لها امرا دون التسليم الكامل.

وعلى القوى والفصائل والتيارات والمؤسسات بمختلف انواعها وتوجهاتها بما فيها حركة فتح في غزة أن تدرك اننا بمركب واحد، وأن غرق غزة ودمارها لن يكون لحساب أحد ولن ينجو منه تيار ويهلك آخر، فليسارعوا ويتكاتفوا لوضع رؤية وطنية جامعة للخروج من هذه الازمة لينقذوا غزة ومشروعها التحرري قبل فوات الأوان.

اخبار ذات صلة