واقع غزة اليوم متأزم كما لم يصل من قبل، وهناك خطة مبرمجة لضرب الحياة الإنسانية وإنهاك القطاعات المختلفة اوضحها ليبرمان في تصريحاته الاخيرة واعتبر بقاء رأس غزة فوق الماء فقط هو هدف الاحتلال في هذه المرحلة، بمعنى آخر انه يريد من القطاع فقط ان يتنفس ويبقى مشغول بهذه التفاصيل الصغيرة المتعبة المنهكة.
واليوم هناك شلل حقيقي بالقطاعات الاساسية من صحة وخدمات وتعليم واقتصاد، وبدأ الشلل والتعب يزيد يوما بعد يوم، ولهذا خرجت صرخة أنقذوا غزة كتحذير أخير قبل الوصول لحالة لا يمكن أن تحمد عقباها، ونصل الى ما يريده الاحتلال انكسار غزة والعبور بهد ذلك لتصفية القضية.
أرادت حماس بذهابها للمصالحة بقوتها القصوى قطع الطريق أمام خبث الاحتلال بتعزيز الانقسام، وقامت بكل ما عليها وللأسف قوبلت بتعنت وعجز وتردد الرئيس محمود عباس في الوقت الذي تحتاج فيه القضية الفلسطينية للعمل بقوة ووحدة لمواجهة التحديات.
لهذا ليست حماس وحدها المطالبة الآن بالخروج من المأزق والواقع الكارثي في غزة، وعليها الا تحمل نفسها ما لا تحتمل، اليوم كل اهالي وقوى غزة مطالبين للخروج بقرارات جماعية وتوجهات مهمة، وعليهم ألا يستثنوا أي خيار مهما كانت تكلفته، للعلم واقع غزة لا يطاق والحالة في القطاعات منهارة ولم يعد هناك قدرة للاحتمال.
لهذا الجميع مطالب بإنقاذ غزة فهي الصهريج الوطني الحقيقي الباقي الذي يحمل الوطن في كفة والبندقية في كفة اخرى، ويدافع حتى الرمق الاخير دون كلل او ملل، فما مصير القضية بعدما تغرق غزة في الفقر والفوضى واليأس والهزيمة والتشتت والذوبان، لن يبقى إلا فتات من فتات.
بالفعل تحتاج غزة لإنقاذ قبل فوات الآوان، وأول من يستطيع إنقاذها أبناؤها سكانها الفصائل فيها المجتمع المدني، علينا التوحد وتعزيز الرؤية، نحن في سفينة واحدة وأي تناوش واختلاف داخلي سيزيد الطين بلة، لا تظنوا ان غزة حماس أو فتح، غزة انا وانت غزة أبنائي وأبناؤك، حياتي وحياتك، مصيري ومصيرك، فلنحرص على ذلك قبل أن نتحسر ونصبح على ما مضى نادمين.