قائد الطوفان قائد الطوفان

مجلس الأمن مرة أخرى .. خطوة عباس على طريق الفشل

مجلس الأمن مرة أخرى .. خطوة عباس على طريق الفشل
مجلس الأمن مرة أخرى .. خطوة عباس على طريق الفشل

الرسالة نت- ولاء الجعبري

بعد تفرد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالقرار الفلسطيني, دون التشاور مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية, أصبح يفاجئ الجميع في كل مرة بمواقف تكسر الثوابت الفلسطينية, كان أخرها ذهابه إلى مجلس الأمن وطرح "مشروع القرار" الذي قوبل بالفيتو الأمريكي.

مشروع القرار الذي ذهب به الرئيس عباس إلى مجلس الأمن يتنازل عن كل القرارات الصادرة حول فلسطين في الأمم المتحدة, إضافة إلى أن السلطة لا تطالب بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م بل بمفاوضات تستند إلى هذه الحدود ما يفتح الباب لتبادل الأراضي.

إلى جانب يجري الحديث عن القدس كـ "عاصمة لشعبين", وإعطاء الاحتلال مهلة للبقاء حتى العام 2017 جاثم على الأراضي الفلسطينية, الأمر الذي يعطي فرصة لـ(إسرائيل) أن تبتلع أكثر في الضفة وتمعن في تهويد القدس.

عباس الذي قال إنه مستمر في الذهاب الى مجلس الأمن حتى يتم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة, ومصمم على الانضمام للهيئات الدولية رغم الضغوط التي تمارس عليه, يعتقد المحللون السياسيون أنه بات خال الوفاض وليس بمقدوره أن يقدم خطوات اخرى غير الذهاب إلى مجلس الأمن مرة ثانية، وهي كما يرون خطوة "فاشلة".

وكان الرئيس أبو مازن صرح أنه سيبحث عن خطط لمعاودة تقديم مشروع قرار الى مجلس الأمن الدولي يدعو الى إقامة دولة فلسطينية بعدما فشل في الحصول على أصوات كافية يوم الـ 31 من ديسمبر الماضي, في حين هدد رئيس الحكومة (الإسرائيلية) "بنيامين نتنياهو" بفرض مزيد من العقوبات على السلطة الفلسطينية كرد على انضمامها للمحكمة الجنائية الدولية.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف وصف مشروع القرار الفلسطيني الذي قدمه عباس إلى مجلس الأمن بأنه كارثي يؤدي إلى التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه, وفيه أيضاً ما يلغي حقوق قد أقرتها الأمم المتحدة سابقاً.

ويرى الصواف أن الرئيس عباس يتجه الى مزيد من التنازلات بحق القضية الفلسطينية, وأنه سيذهب مرات عديدة إلى مجلس الأمن دون تحقيق أدنى انجاز للقضية الفلسطينية.

في المقابل يؤكد الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن الخطوة المقبلة للرئيس عباس بعد فشله في مجلس الأمن هي مزيد من الفشل, معتبراً أن ما أسس على باطل سيعطي نتائج باطلة.

ويرى أبو شمالة أن فكرة عباس في مشروع القرار مبنية على التفاوض واهانة الشعب الفلسطيني, لذلك من الطبيعي أن يصل إلى نتيجة الفشل التي مُني بها.

ويعتبر أبو شمالة أن الخطوة المقبلة يجب أن تكون بيد القوى السياسية والشعبية الفلسطينية, وذلك لما وصفه لتهشيم العبث السياسي الذي يمارسه عباس بحق القضية الفلسطينية.

في حين يرى الصواف أن الإدارة الأمريكية تريد أن تكون هناك مفاوضات عباس " الضعيف" مقابل طرف قوي (إسرائيل), وذلك لتملي شروطها على الجانب الفلسطيني, واعطاء الاحتلال (الإسرائيلي) المزيد من الوقت لتهويد مدينة القدس المحتلة.

ويؤكد الصواف أن محمود عباس يمتلك عقلية انفرادية لا تقبل مشورة أو اعتراض أحد, مدللا على ذلك بالقول: "إنه ذهب إلى مفاوضات لمدة تسعة شهور ضاربا بعرض الحائط موقف كل القوى والفصائل الفلسطينية".

ويُعتبر مشروع القرار الفلسطيني مشروعا فرنسيا أُدخلت عليه بعض التعديلات الفلسطينية قبل أن يتم عرضه على مجلس الأمن, وذلك دون الرجوع لأي فصيل فلسطيني أو حتى للفصائل المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية, حتى الفلسطينيين أنفسهم لم يعلموا بتفاصيل القرار إلا عن طريق نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الصواف: "عباس يعلم أن أي مشروع سيقدم الى مجلس الأمن سيتم رفضه, وسنستمر في اللعبة القذرة والمكشوفة شهورا متعددة لإضاعة الوقت دون فائدة"، موضحا أن أي قرار يمكن أن توافق عليه الأمم المتحدة, سيوضع في أرشيف الشعب الفلسطيني حبراً على ورق كما القرارات السابقة.

وردا على ما قاله صائب عريقات كبير المفاوضين من أنهم شرعوا في إعداد ملفات تدين الاحتلال فيما يتعلق بحرب غزة والحصار والاعتداءات في الضفة, استنكر الكاتب أبو شمالة من ذلك قائلاً :"إذا كانت السلطة كل هذا الوقت لم تشرع في إعداد هذه الملفات فهل سيشرعون الآن في إعدادها!"

وفي تقدير أبو شمالة فإن حديث عباس عن أنه لم يفشل في خطوته إلى مجلس الأمن, هو عنوان الفشل الكبير لعباس , فكيف يمكن تصديق أن الدول العظمى تفشل في حين ينجح عباس, معتبرا أن هذه أكذوبة لغوية يريد عباس أن يمررها على الشعب الفلسطيني.

ويؤكد أبو شمالة أن الإدارة الأمريكية تريد من عباس في خطواته إلى مجلس الأمن والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية أن يذر الرماد في عيون المجتمع الدولي وبالتالي لا يشكل ضغطا على (إسرائيل) ومن ثم ذر الرماد في عيون الشعب الفلسطيني كي يشعر في نهاية المطاف أن هناك دولة منتظرة.

وسبق أن اعتبر أبو مازن أن مجلس الأمن هو الذي فشل وليس السلطة، ولهذا قرر  الانضمام إلى المواثيق الدولية كافة "وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، ووقعنا على 20 ميثاقا للانضمام للهيئات الدولية، وسنستمر في ذلك" على حد قوله.

البث المباشر