في سابقة خطيرة أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وقف مساعداتها عن متضرري الحرب الأخيرة في غزة، وقالت "الأونروا" في بيان صحفي لها الثلاثاء الماضي، أنها قررت مضطرة وقف تقديم المساعدات المالية للمتضررين من الحرب الأخيرة لإصلاح بيوتهم وأيضا وقف دفع بدل الإيجارات بسبب نفاد الأموال المخصصة لذلك.
وفي الوقت الذي تعلن فيه الأونروا عن وقفها للمساعدات عن المتضررين وتتفاقم معاناة القطاع لا تبدي السلطة أي اهتمام اتجاه القضية وتصر على أن تبقى صامتة.
خطورة هذا القرار يدفع للتساؤل عن دور السلطة الفلسطينية في الضغط على المجتمع الدولي والدول المانحة لدفع عجلة الإعمار والدور المطلوب من الفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني.
السلطة مسؤولة
المحلل السياسي هاني حبيب اعتبر أن السلطة الفلسطينية هي المسئولة عن إعادة الإعمار، مستغربا تصدير الأزمة للأونروا.
وقال حبيب لـ أن عدم قيام الحكومة بواجبتها في قطاع غزة أخّر وصول الأموال لها لإعادة الإعمار.
وأضاف أن دورالفصائل والسلطة يكمن في تمكين الحكومة في قطاع غزة من أجل سحب البساط من تحت المبررات التي تضعها الدول المانحة من اجل عدم الوفاء بالتزاماتها لإعادة الإعمار.
وأوضح حبيب أن دور مؤسسات المجتمع المدني ينصب على الضغط على المجتمع الدولي للقيام بواجباته، والضغط على الفصائل لتمكين الحكومة في غزة.
صمت السلطة يعبر عن رضاها
بدوره، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف أن صمت السلطة على قرار الأونروا بوقف مساعدتها يعبر عن رضاها بهذا القرار.
واعتبر الصواف أن هذه الامور قد تم ترتيبها بين السلطة وأطراف مختلفة من أجل تبرير عدم تمكين الحكومة من مهامها في القطاع وبالتالي توجيه الاتهام مباشرة الى حركة حماس.
وأضاف بأن الفصائل لم تقم بالدور المطلوب منها واكتفت بالإعراب عن استغربها لهذا القرار، مبينا أن دورها يكمن في التواصل والضغط على الأطراف والدولة المتعهدة بتقديم الأموال لإعادة اعمار غزة.
وبين الصواف بأنه لا يعول كثيرا على منظمات المجتمع المدني وذلك لأنها تتلقى رواتبها من المجتمع الدولي والدول المانحة، معتبرها أداة بيد تلك الدول.
مسألة سياسية بامتياز
من ناحيته يرى المحلل السياسي حسن عبدو أن وقف الأونروا أموال المساعدات عن المتضررين هي مسألة سياسية بامتياز.
وقال عبدو لـ بأن الأونروا وجدت نفسها لا تملك اموال بفعل وقف اموال الدول المانحة التي تعهدت بتقديم الاموال في مؤتمر الاعمار من أجل فرض شروطها.
وأوضح أن ربط الاموال بشروط هي شكل من أشكال الضغط على الاطراف الفلسطينية من أجل التقدم في مسار المصالحة وتولى حكومة الوفاق لقطاع غزة واعمار غزة وفتح المعابر.
وأشار عبدو أن الفصائل لن تستطيع أن تقدم شيء سوى الإدانة والاستنكار، دعيا في الوقت ذاته إلى القيام بحراك شعبي يشارك فيه الجميع لحث المجتمع الدولي بمخاطر استمرار الوضع والحصار على القطاع.