قائمة الموقع

قيادي: الأوضاع بسجون الاحتلال تنذر بالانفجار

2013-05-24T06:40:07+03:00
صورة من الأرشيف
الرسالة نت - محمود هنية

حذّر قيادي بارز في الهيئة العليا لقيادة حركة حماس داخل سجون الاحتلال، مما وصفه بانفجار قريب داخل سجون الاحتلال في المرحلة القريبة المقبلة، حال استمرت الانتهاكات بحق الأسرى.

وقال القيادي –الذي تحفظ على ذكر اسمه- في حديث خاص لـ"الرسالة نت"، "إن الأوضاع في السجون تنذر بانفجار كبير، بفعل جرائم إدارة السجون وانتهاكاتها المستمرة بحق الأسرى، لاسيما المضربين عن الطعام منهم".

ويخوض الأسرى الفلسطينيون حملة الجنسية الأردنية من أبرزهم عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ أكثر من 22 يوماً، بالإضافة لثلاثة أسرى آخرين من الأراضي الفلسطينية كان آخرهم الأسير أشرف السباح من قطاع غزة.

وأضاف القيادي "الاحتلال يتعمد إذلال الأسرى، ويعمل على اغتيالهم بطريقة غير مباشرة عبر حرمانهم من حقوقهم كافة، وهو ما يدفع بالأمور نحو سيناريوهات خطيرة ستشعل الأوضاع بحيث يصعب التكهن في مآلاتها ونتائجها".

وأكد أن الأسرى يعيشون في ظل ظروف إنسانية معقدة وصعبة، لاسيما في ظل الاستهداف المباشر والمتعمد بحق بعض الأسرى، كما يفعل مع المضربين عن الطعام، في محاولة منه للاستفراد بهم وإلحاق الأذى بهم، وفق تعبيره.

وبين أن الأسرى سيتجهون نحو التصعيد الكبير -على حد  وصفه- خلال الأيام المقبلة، متوقعاً البدء بخوض إضرابات مفتوحة عن الطعام تشمل معظم أبناء الحركة الأسيرة، بهدف الضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الأسرى.

ودعا القيادي لتشكيل موقف سياسي فلسطيني رسمي وشعبي بهدف تعزيز قضية الأسرى في سجون الاحتلال، وحمل مطالبهم للعالم والدفاع عنها، ومحاولة استجلاب الدعم والتأييد الشعبي والجماهيري لها، وفق قوله.

مواقف مشرفة ومخيبة

وثمّن المواقف الشعبية المؤيدة لقضية الأسرى، معتبراً في الوقت نفسه أنها غير كافية وبحاجة لمزيد من الجهود.

وتابع القيادي "ما يصلنا مخيب للآمال، يجب أن تؤخذ قضية المجاهدين والأبطال في سجون الاحتلال على الاقل ما تأخذه قضية برنامج غنائي في الشارع الفلسطيني"، في إشارة لعرب أيدول الذي تبثه قناة "أم بي سي".

وانتقد الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية، معرباً عما وصفها بخيبة أمله من سلوكها وفعلها تجاه قضية الأسرى.

واستطرد القيادي في الهيئة العليا لحركة حماس بالسجون:" قيادة السلطة لم تضع قضية الأسرى على جدول أعمالها، وترى أنها قضية مخجلة ومربكة لهم، لاسيما في ظل الزيارات الحميمة من القيادات الأمريكية المتكررة في المنطقة".

وتساءل متهكماً :" منذ متى كانت قضية الأسرى على أولوية وأجندة المسئول الفلسطيني" محذراً في الوقت نفسه استمرار السلطة في عملية تجاهل قضيتهم.

خطة استراتيجية

وشن هجوماً لاذعاً على موقف السلطة من استقبال المسئولين الأمريكيين والحديث عن العودة لمفاوضات مزمعة، في ظل تجاهل كبير من قيادة السلطة لملف الأسرى، وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب أو بعيد، على حد تعبيره.

ووجه القيادي البارز، نداء لرئيس السلطة محمود عباس، بضرورة وضع خطة استراتيجية بالتوافق مع جميع الفصائل الوطنية لتعزيز قضية الأسرى، منوهاً إلى خطورة التعامل مع قضية الأسرى بشكل انتقائي أو تجاهل معاناتهم، لا سيما المضربين منهم عن الطعام والمرضى والممنوعين من زيارة عوائلهم، بالإضافة للأسرى الكبار في السن والنساء.

وجدد تأكيده على ضرورة الاستفادة من أي وضع سياسي وقانوني لاسيما بعد حصول فلسطين على عضو غير مراقب، بالعمل على تشكيل لجان قانونية متخصصة تعمل على رفع دعاوى وقضايا ضد جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأسراه في السجون.

وأكمل :" الانجازات السياسية لا معنى لها ، إن لم يتم توظيفها لخدمة قضية الأسرى والعمل على فضح جرائم جلاديهم".

وناشد جماهير الأمة العربية، لاسيما في دول الطوق المحيطة بفلسطين، والتي أشعلت ثورات الربيع العربي، وعلى رأسها مصر وبلاد المغرب العربي إلى ضرورة التحرك بهدف نصرة الأسرى في سجون الاحتلال.

واسترسل الأسير القيادي "نحن دافعنا عن شرف الأمة، وصنّا أعراضها، ولو توقفت المقاومة بفلسطين لحاول الاحتلال مساومة أعراضكم في عواصم الشعوب العربية، ولكن مقاومة الشعب الفلسطيني دفعته إلى التقهقر خلف الجدر، بفضل تضحيات شعب فلسطين وأسراه في السجون".

ودعا القيادي النخب السياسية العربية، الى ضرورة العمل على تبني قضية الأسرى، بغض النظر على التباينات السياسية فيما بينهم، بهدف الضغط على الاحتلال ودفعه للإفراج عنهم.

وجدد مناشدته للرئيس المصري محمد مرسي، بضرورة العمل على وقف اعتداءات الاحتلال بحق الأسرى المفرج عنهم، كون مصر راعية لاتفاق صفقة تبادل الأسرى مع "إسرائيل".

مصر وتركيا

وأكد القيادي أن الدور المصري جدير بالاحترام، مستدركًا "لكننا بحاجة لمزيد من الجهود في سبيل العمل على إطلاق سراح الأسرى وليس فقط وقف الانتهاكات بحقهم، وفقاً لكل القوانين".

وأشاد بالموقف التركي الداعم للقضية الفلسطينية، مطالباً في الوقت ذاته القيادة التركية، بحمل قضية الأسرى وطرحها عبر التوافق مع الأشقاء والأطراف المهتمة في المجالس والهيئات الدولية، وفق قوله.

وجدد نداءه للمقاومة الفلسطينية، بضرورة بذل مزيد من الجهد للعمل على تحرير الأسرى بالقوة، مكملاً: "ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ونحن نراهن بعد الله عليكم بخروجنا من سجون الاحتلال".

يشار إلى أن "الرسالة نت" تحفظت على ذكر اسم القيادي، بسبب العقوبات وسياسة الإرهاب التي تمارسه إدارة السجون بحق قيادة الحركة الأسيرة التي تتصدر وسائل الإعلام.

ويفرض الاحتلال حكماً بالعزل بالإضافة للحرمان من الزيارة، وفرض غرامات مالية، على أي قيادي فلسطيني يوجه رسائل لوسائل الإعلام.

ووفق إحصائيات رسمية، فإن ما يزيد عن 4500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، منهم 9 أسيرات، و170 طفلاً ، إضافة إلى 1200 مرضى، بينهم 13 مصابين بمرض السرطان، و43 آخرين معاقين.

اخبار ذات صلة