تواصل حكومة الاحتلال المتطرفة والمستوطنون التصعيد في المسجد الأقصى، وهو ما ينذر بالانفجار مع استمرار التصعيد.
وصباح الاثنين، رفع مستوطنون الأعلام (الإسرائيلية) في المسجد الأقصى المبارك، وأدوا الصلوات الجماعية العلنية فيه.
وكانت شرطة الاحتلال تمنع رفع الأعلام سابقا، إلا أن هذه الخطوة تؤكد التغييرات الكبيرة التي وافقت الحكومة المتطرفة عليها.
واقع جديد!
المختص في الشأن المقدسي، حسن خاطر، أكد أن الاحتلال ومستوطنيه يتمادون في خطواتهم الاستفزازية والاستعراضية في المسجد الأقصى.
وقال خاطر في حديث لـ "الرسالة نت": إن شرطة الاحتلال تغض الطرف عن الإجراءات التهويدية داخل المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الاحتلال يعمل على تغيير الواقع في المسجد الأقصى.
وأكّد أن هناك مؤشرات على تغييرات خطيرة في المسجد الأقصى لزيادة تهويد المدينة المقدسة، مضيفا: "ربما الاحتلال يرقب ردود الفعل خلال الفترة المقبلة لإعادة الأوضاع لما كانت عليه من عدمها".
ولفت إلى أن المسجد الأقصى على أبواب مرحلة جديدة تعمل حكومة الاحتلال المتطرفة على فرضها، وهو ما يزيد حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية.
ودعا خاطر لوجود خطة عمل لمواجهة عجرفة المستوطنين تجاه المسجد الأقصى، مشددا على خطورة ما يُحاك هناك.
في حين يرى نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ناجح بكيرات، أن ما يجري في المسجد الأقصى يؤكد أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين لزيادة الاقتحامات للمسجد الأقصى وتهويده.
وقال بكيرات في حديث لـ "الرسالة نت": إن حكومة الاحتلال تعمل على ملفين رئيسين، هما: تهجير المقدسيين "وتطفيشهم" من منازلهم، وفرض واقع جديد في المسجد الأقصى.
وشدد على ضرورة التصدي الكامل لمخططات الاحتلال، داعيا إلى تحرك عربي وإسلامي رسمي تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى.
وأوضح أن المسجد الأقصى أمام فترة مواجهة شرسة من حكومة الاحتلال ومستوطنيه، "وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر".
وصباح الاثنين، نفّذ عشرات المستوطنين اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، على شكل مجموعات متتالية عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال مدينة القدس، وبلغ عدد المقتحمين اليوم خلال فترة "الاقتحامات الصباحية" 216 متطرفا.
ورفعت مجموعة من المستوطنين الأعلام (الإسرائيلية) في الأقصى "قبالة باب السلسلة"، وواصلوا حملها حتى خروجهم، ووثقت الكاميرات قيام مستوطنة ثم مستوطن آخر برفع علمين وسط ترديدهما الشعارات العنصرية والصلوات الخاصة.
وعند المنطقة الشرقية للأقصى "بالقرب من مصلى باب الرحمة" وباب القطانين، أدى المستوطنون صلوات جماعية علنية، وقام بعضهم بالسجود أرضا.
وعند باب السلسلة، شكل المستوطنون حلقات الرقص والغناء فور خروجهم من المسجد الأقصى.
كما انتشرت شرطة الاحتلال على أبواب الأقصى، للتضييق على دخول المقدسيين إليه واحتجزت هويات بعضهم قبل السماح لهم بالدخول، فيما رافقت فرق الشرطة المقتحمين لتوفير الحماية لهم.
ودعت جماعات الهيكل المزعوم لتنظيم اقتحامات جماعية خلال فترتي الاقتحامات "الصباحية وبعد الظهر"، بمناسبة "بداية الشهر العبري"، وطالبت الجماعات بتكثيف الاقتحامات للأقصى بداية كل شهر.
كما نظم المستوطنون في ساعة متأخرة من مساء الأحد حتى بعد منتصف الليل، مسيرة "بداية الشهر العبري" على بوابات الأقصى من الجهة الخارجية وصولا إلى ساحة البراق، وأدوا الصلوات الجماعية وقاموا بالرقص ورفع الأعلام (الإسرائيلية) عند أبواب الأقصى، وسط إغلاقات قوات الاحتلال لشوارع المدينة وانتشارها فيها.