قائمة الموقع

من يقف وراء "أزمة البيض" بغزة؟

2015-01-29T14:38:31+02:00
صورة أرشيفية
غزة - ميرفت عوف

بينما وجد المواطن فايق - 55 عامًا- لافتة تحدد أسعار البيض من وزارة الاقتصاد في البقالة القريبة من منزله إلا أنه لم يجد أي بيضة للشراء، الرجل الذي أخذ يستفسر عن الأمر من صاحب البقالة صعق عندما علم أن سعر "كارتونة" البيض المكونة من 30 بيضة وصل إلى  19 -20 شيكل، بعد أن كانت بـ 12 و14 شيكلًا.

وبينما يرجع أصحاب المزارع ارتفاع الأسعار إلى نفوق عدد هائل من الدواجن بسبب العدوان على غزة، وموجة البرد الأخيرة تؤكد وزارة الاقتصاد إن الإنتاج لم ينخفض إلا بشكل محدود وأن السبب وراء ارتفاع الأسعار هو جشع وطمع أصحاب مزارع الدجاج البياض لا أكثر.

خسارة للموزعين

يتلقى شادي أبو وردة -موزع بيض- في الساعة الواحدة عشرات الاتصالات من أصحاب السوبر ماركت والبقالات ومحلات الحلوى وهم مجموع زبائنه منذ عشرة سنوات، تلك الاتصالات تسبب بها توقفه عن أيصال ما مجموعه 1000-1500 "كارتونة" بيض منذ سبعة أيام.

أجبر هذا الموزع على البيض بسعر موحد 13.5 شيكل وهذا ما تسببت له بخسارة اقتصادية، يقول أبو وردة أن أجبر على البيع بهذا السعر في وقت اشتري به "كارتونة" البيض الواحد بسعر 16 شيكلًا من أصحاب المزارع، وأضاف: "بعد قرار وزارة الاقتصاد البيع بسعر معين توقفت المزارع عن تزويدنا بالبيض بالسعر المحدد، ويصر أصحابها على بيعنا بـ16 شيكل".

ويطالب أبو وردة بحل المشكلة مع أصحاب الدواجن وليس معهم كموزعين، ويستنكر أبو وردة وجود بعض الموزعين الذين يتمكنون من البيع بهذا السعر في ظل تلك الحملة التي قامت بها وزارة الاقتصاد .

قلة إنتاج

وينتظر حمدي السوافيري -صاحب مزرعة دجاج بياض- بفارغ الصبر حل مشكلة أصحاب مزارع الدواجن البياض مع وزارة الاقتصاد، فهذه الأزمة تسببت له بخسارة وصلت إلى 30 % وأدت إلى تراكم الديون عليه، ويقول السوافيري إن المخفض الأخير وفصل الشتاء تسببا في قلة إنتاج مزرعته من البيض لتصبح الآن كلفة "كارتونة" البيض 18 شيكلًا من المزرعة، ويتابع القول : "لا يعقل أن تكون تلك تكلفة طبق البيض الواحدة ثم تطالبنا وزارة الاقتصاد بالبيع 13 شيكلًا،  هذا يمثل خسارة بالنسبة لنا، في كل يوم أخسر ما يقارب من  2000 شيكل.

وقال السوافيري :على الوزارة أن تحمي المنتج أيضًا كما تعمل على حماية المستهلك .

ويتابع: "تفاوت الأسعار ينجم عن العرض والطلب في السوق وهذا أمر طبيعي، لماذا تصر الوزارة على التحكم بالأسعار دون مراعاة ظروفنا".

جشع أصحاب المزارع

في حين يرجع وكيل وزارة الاقتصاد الوطني عماد الباز أزمة البيض إلى جشع أصحاب  مزارع الدواجن البياض، ويقول : "هؤلاء يصرون على استغلال المواطن، فكارتونة البيض ذو الحجم الجيد لم ينخفض سعره في السابق عن 12-13 شيكلًا، وكان صاحب الدواجن والموزع يحققون أرباحًا جيدة.

ويتابع: أسعار البيض ثابتة ومتماسكة على عكس سعر الدواجن، ونحن راعينا قلة انتاج الدجاج البياض في فصل الشتاء لذلك وافقنا على أن يرتفع سعر "الكارتونة" إلى 15 شيكلًا، لكن جشع وطمع هؤلاء يقتضي تحقيق أكبر قدر من الربح على حساب المواطن ونحن نرفض ذلك".

ويشير الباز إلى أنه عندما وصل سعر "الكارتون" إلى 20 شيكلًا أبت الوزارة إلا أن تضرب بيد من حديد على هؤلاء التجار، لذا بدأت فرق التفتيش بمعاقبة ومتابعة المزارع والموزعين وتم تحرير مئات المحاضر للمخالفين للأسعار، ومصادرة كميات كبيرة من البيض وبيعها بالمزاد العلني.

ويقول الباز إن وزارته لن تسمح للتجار بتحقيق أرباح تتجاوز الــ 8 شواكل، خاصة واننا أعطينا هامش ربح 3 شواكل .

 

اخبار ذات صلة