قائد الطوفان قائد الطوفان

بينما التضامن مع الاسرى في إضرابهم

سجانو فتح.. يتبادلون الأدوار مع الاحتلال

الضفة المحتلة-الرسالة نت"خاص"

هي المرة الرابعة التي تقف فيها هذه الشابة في العشرينات من عمرها أمام مقر مخابرات سلطة فتح في مدينة رام الله محتمية من حر الشمس بحقيبتها الصغيرة، وهي المرة الرابعة أيضا التي تُمنع فيها من دخول السجن لرؤية زوجها أو "عريسها" إن صح التعبير.

فمنال هي زوجة أحد المختطفين في سجون سلطة فتح الذي اعتقل قبل أربعة أشهر، تعادل عمر حياتهما الزوجية، بطريقة همجية "تفوق وحشية جنود الاحتلال" في اقتحام المنزل واقتياده دون ذنب يذكر سوى أنه شاب ملتحٍ يصلي خمساً في المسجد القريب من بيته.

ولتكتمل فصول الحياة النكدة في ظل حكم سلطة تتخذ المحتل قائداً لها، فإن منال ممنوعة من زيارة زوجها إلا كل بضعة أسابيع لمدة عشر دقائق.. بينما يكمن الفصل الآخر في الحكم على زوجها بالسجن لثلاث سنوات داخل سجون سلطة فتح، ليتكرر المشهد في ذاكرته حين حكم عليه الاحتلال لثلاثة أعوام أيضاً.

وتقول منال لـ"الرسالة نت":" تزوجنا قبل خمسة أشهر وبعد أسابيع قليلة تم اختطاف زوجي على يد جهاز المخابرات، وقبلها تم اختطافه لشهرين ونحن مخطوبان والآن حكموا عليه بالسجن لثلاث سنوات.. فأي حياة هذه التي نعيشها..؟".

أعداد في تزايد

ولا يقتصر الأمر بالطبع على منال، فمئات المعتقلين في سجون سلطة دايتون كما يحلو لأهل الضفة تسميتها ما زالوا يقاسون ظلم الأجهزة الأمنية التي لا تراعي إلا أمناً واحداً معروف الهوية.

أما التقارير التي تنشرها حركة حماس لأعداد معتقليها في سجون أجهزة فتح فلا تكاد تصدر حتى يتم تعديلها بإضافة أسماء أخرى في كل يوم، حتى باتت أعداد المعتقلين يومياً بين 12 و20 لتحطم الرقم القياسي الذي يسجله الاحتلال يومياً في الضفة المحتلة.

وتشير آخر التقارير الصادرة عن الحركة إلى أكثر من 500 معتقل سياسي في سجون سلطة فتح لم تفلح ألسنة المحاورين في حل قضيتهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، حتى أصبحت الضفة مسرحاً للاعتقالات المزدوجة وأضحى أبناؤها الذين كانوا يؤرقون دولة الاحتلال مجرد أجساد معلقة في سجون القريب والبعيد.

 ويسمع الناس بالقضاء عبر الإعلام، فالأمن لم يقتصر على اختطاف المظلوم فحسب بل طال القضاء العدل، وتستطيع أن تأكل بورقة قرار القاضي "ساندويش فلافل" وأنت تنتظر لساعات طويلة أمام مبنى الأمن لزيارة أسد سجانوه أقزام.

سياسة الإهانة

ويرى المحللون أن ما يقوم به دايتون من سياسة ينفذها أبناء فتح في الضفة، إنما تهدف إلى كسر إرادة عناصر المقاومة وإهانة الكبرياء لديهم، خصوصاً أن آلية وتوقيت الاعتقالات مدروسة من الناحية النفسية قبل العسكرية.

 إن التركيز في حملات الاعتقال في الفترة الأخيرة يتم على أسرى حماس المحررين من سجون الاحتلال، واعتقال الذين أمضوا ما يزيد عن عشرة أعوام في سجون الاحتلال وذلك لما خلص إليه دايتون وأصدقاؤه الصهاينة بأن معنويات من يفرج عنهم الاحتلال تكون عالية.

 ولزاما على دايتون بأيدِ فتحاوية أن تضغط عليهم نفسياً لضرب المعنوية وإدخال عنصر الإحباط والتخوين في بعض الحالات كي تتزعزع الثقة التنظيمية ويتجه الأسير للاهتمام بنفسه والابتعاد عن خط المقاومة، ومع قوة هذه البرامج الممولة بأعلى المستويات والتقنيات فإن "حماس لازالت تنظيما أتقن فن التربية لعناصره وشحذ هممهم".

ذاكرة الأجيال

مجد البرغوثي وفادي حمادنة, هيثم عمرو, عبد اللطيف الحاج, كمال أبو طعيمة.. ذاكرة سيئة في سجل سجون دايتون كتبت دمائهم حروف العز على زنازين الأقرباء الذين أبوا إلا أن يكونوا مأجورين للأعداء.. دماء رسالتها لفتح أن كفى انتحاراً, ولسيد الأجهزة دايتون أن فشلك في غزة مادياً ومعنوياً بدأ بالضفة معنوياً وستكتب الأيام لك الفشل المادي.

ورسالة الدماء لجيل النصر الذي اختلطت في ذاكرته بساطير الاحتلال وسلطة فتح وهي تدنس المساجد، كما اختلطت عليهم جنازات شهداء رصاص الاحتلال والسلطة.

وإحدى الصور من بين المئات هي صورة سلوى ابنة الأعوام السبعة التي اعتقلت سلطة فتح شقيقها، وكلما سألها أحد من اعتقل عمر تقول "أجهزة دايتون", وبعد الإفراج عنه أكمل الاحتلال الدور واعتقله.

 ولكن الثابت عند سلوى إلى الآن هو استمرار اعتقال شقيقها عند دايتون.. ولعل البعض يقول "صغيرة وما بتفرق" ولكن واقعنا بات للأسف يُفهم على طريقة سلوى، لأن السجن واحد والهدف واحد فلا يهم تغير الشكليات من لغة أو رايات.

 

 

 

البث المباشر