لم يكن قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة مستغربا في ظل حالة الشيطنة التي انتهجها الإعلام المصري وبعض المسئولين المصريين للمقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس وهو دليل واضح على أن ما لدى هذه المحكمة هو كلام مرسل بلا دليل أو شاهد على أن حماس أو كتائب القسام ارتكبا جرما أو ساندة عملا يخل بالأمن المصري سواء القومي أو الداخلي لأن حماس وكتائب القسام لا ناقة لها ولا جمل فيما يجري في مصر من أحداث دموية وتفجيرات توقع قتلى وجرحى سواء في المدنيين أو العسكريين، هذا تعلمه جهات أمنية وتؤكد عليه في الغرف المغلقة أو المحادثات التليفونية مع قادة حماس.
النظام المصري وإعلامه وقضاءه يحاول البحث عن مشجب لتعليق أخطاءه وفشله الأمني في مواجهة ما يجري على الساحة المصرية والناتج عن السياسة الخاطئة التي عالج فيها النظام مجريات الإحداث ولم يجد إلا حماس وكتائب القسام والتي أعلنت أكثر من مرة بأنها لا تتدخل في الشأن الداخلي لمصر وأنها تحرص على أمنها القومي وتعتبر أن الأمنيين المصري والفلسطيني كلاهما مكمل للأخر وليس معاديا له، وهذا التعامل مع حماس والقسام الخاطئ لن يخدم إلا الاحتلال الصهيوني ومن يدعمه من أنظمة غربية أو عربية مع الأسف وهو يسيء لتاريخ مصر وحضارتها ولمبادئها ولعلاقة الجوار والأخوة التي تربط الشعبين المصري والفلسطيني.
القرار السياسي المغلف بالقضاء هو تعبير عن الحالة التي وصل إليها النظام المصري القائم لمعاداته للمقاومة في فلسطين والموجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي وهذا العداء يدلل على التحالف المصري الإسرائيلي المدعوم من بعض البلدان العربية المناهضة للمقاومة والتحرير من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية العقبة التي تقف أمام مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية والتي تجري على قدم وساق من هذا التحالف الشيطاني البغيض المرفوض من كل عربي حر وكل إنسان حر وهو تحالف ضد الحق وضد القانون والشرع الدولية التي تؤكد حق الشعوب المحتلة الدفاع عن نفسها ومقاومة المحتل بكل الوسائل والأدوات السياسية والمدنية والعسكرية.
القضاء المصري يستخدم اليوم كالتيس المستعار عند الحاجة، بالأمس القريب قالت هذه المحكمة عندما تقدم أحد خدام الصهيونية العالمية لها طالبا اعتبار حركة حماس حركة إرهابية فرُد الطلب لعدم الاختصاص ، وأول أمس استدعيت نفس المحكمة للنظر في دعوة اعتبار القسام حركة إرهابية في ظل تعالي وتيرة الاتهامات والشيطنة من وسائل الإعلام لحماس والقسام ومحاولة النظام السياسي البحث عن عدو خارجي لتحميله المسئولية حتى لا يكون هذا النظام أمام شعبه متهما علما أن حماس والقسام ليسا بعدو بل هما صديق حميم ورغم ذلك يصدر القرار بلا دليل أو اتهام حقيقي من أجل تحقيق مآرب خبيثة اقلها النيل من المقاومة الفلسطينية وشيطنتها بطريقة مفضوحة وغبية.
حماس وكتاب القسام ما وجدت إلا من أجل تحرير فلسطين وعدوها هو الاحتلال وهي بحاجة إلى الكل العربي والمسلم من أجل الوصول إلى هذا الهدف، وهذا الهدف لا يزعج إلا عدوا واحدا وهو ( إسرائيل ) ومن يدعمها ويتعاون معها، ومصر عبر التاريخ تقف إلى جانب القضية الفلسطينية والى جانب حق الشعب الفلسطيني في المقاومة التحرير واسترداد الحقوق إلا من حقبة سوداء بدأها أنور السادات وأكملها مبارك واليوم النظام القائم يكمل الدور ويزيد في انحطاطه وتجنيه على مقاومة الشعب الفلسطيني ويشارك في تحالف شيطاني مخالف لتاريخ مصر الوطني والقومي.
كتائب القسام عنوان للكرامة العربية ووجدت من أجل تحرير فلسطين ولا عدو لها إلا المحتل فلا داعي لكل هذا الذي يجري وليطمئن السيسي ونظامه ومن قبله الشعب المصري الشقيق والعزيز على قلوبنا أننا لم نكن يوما معتدين بل محبين وسنبقى كذلك، ولا نعادي إلا من يعادينا ويحتل أرضنا.