دائما ما يعطينا عالم الرياضة العديد من الأمثلة الحية التي تتحدى الظروف من أجل تقديم أفضل ما لديها، مهما كان العائق الذي يقف في طريقها، إن كان فقرا أو إعاقة أو حتى إصابة مروعة، كما هو الحال مع لاعب كرة اليد البولندي النجم كارول بييلسكي.

وظهر بييلسكي "32 عاما"، بقوة خلال بطولة كأس العالم لليد وخاصة أمام المنتخب القطري في نصف النهائي, رغم الهزيمة، قبل أن يلعب بصورة جيدة أمام إسبانيا، ليحرز منتخبه المركز الثالث في المونديال.

أسباب الإعاقة

وفقد النجم البولندي عينه اليسرى في يونيو/ حزيران عام 2010، وذلك خلال مباراة منتخب بلاده الودية أمام نظيره الكرواتي، وتسبب فيها اللاعب جوسيب فالكيتش أثناء محاولته صد إحدى الهجمات البولندية.

ونقل اللاعب بعد الإصابة على الفور إلى المستشفى لخضوعه لعملية جراحية خطيرة، قبل أن يؤكد الأطباء بعدها أنهم لن يستطيعوا إنقاذ العين اليسرى بعدما تضررت بشكل كامل، وأن النجم البولندي قد يعاني صعوبة كبيرة في العودة إلى الملاعب، خاصة مع فقدانه إحدى عينيه.

وتوقع الجميع أن تنتهي رحلة اللاعب البولندي مع كرة اليد بعد هذه الإصابة، إلا أنه أعلن بعدها أنه سيواصل رحلته مع اللعبة، وأنه سيخضع لعملية إعادة تأهيل تساعده على التكيّف مع وضعه الجديد، وأنه لن يسامح نفسه إذا ما بقي "حبيس إصابته" دون محاولته الظهور مجدداً على ملاعب اليد.

عودة نارية

وبعد شهر ونصف من الغياب، عاد اللاعب بقوة إلى ملاعب اليد مع فريقه رين نيكار لوفن، الألماني أمام غوبنغين، وقدم أداء أبهر الجميع، لينجح، وبعين واحدة، في إحراز 11 هدفا، واستحق لقب أفضل لاعب في المباراة وقتها، ليتلقى الجائزة وسط تصفيق من الحضور الذي وقف على قدميه احتراما لتصميم وعزيمة اللاعب البولندي.

ويقدّم بييلسكي حتى الآن وبعد ما يقرب من 5 سنوات على إصابته أداء رائعا، حيث يتميز بتسديدات قوية للغاية، وشارك في كأس العالم في قطر، ليصل مع فريقه المجتهد إلى نصف النهائي، قبل توديع المنافسات أمام نظيره القطري (29-31)، الذي تأهل للمرة الأولى إلى نهائي البطولة العالمية.

يشار إلى أن اللاعب البولندي ظهر في المونديال بشكل مميز للغاية، وصنفه المحللون أحد نجوم المسابقة، خاصة أنه لعب دورا رئيسيا في وصول منتخب بلاده للمربع الذهبي, قبل أن يحرز المركز الثالث في المسابقة بالفوز على إسبانيا (29-28)، بعد خروجه من دور الستة عشر في نسخة 2013 على يد المجر (19-27).