عادت عمليات الدهس الممنهجة للفلسطينيين إلى الانتشار في شوارع الضفة المحتلة، حيث سجل الأسبوع الماضي عدة حالات لاعتداءات نفذها المستوطنون بحق المواطنين.
تلك الاعتداءات نابعة من عقلية المستوطنين وعقيدتهم القائمة على القضاء على غير اليهود متى سنحت لهم الفرصة.
ولم يكن دهس الراهبة الإيطالية في شارع الملك سليمان بالقدس المحتلة محض صدفة، بل كان حادثا متعمدا مع سبق الإصرار والترصد، فالراهبة الإيطالية تذهب بشكل شبه يومي للعمل في دير (الشميت) في حي باب العمود، عندها أقدم مستوطن صهيوني الاثنين الماضي على دهسها أثناء قطعها الشارع المؤدي إلى ما أدى لإصابتها برضوض نقلت على إثرها لأحد مشافي القدس لتلقي العلاج.
استهداف الراهبة يؤكد أن الحرب في مدينة القدس هي عقائدية الهدف منها إخراج كل من يحاول إثبات وجوده من غير اليهود فيها .
الأطفال أهداف استراتيجية
ويحدد المستوطنين أهدافهم بدقة خلال عمليات الدهس في شوارع الضفة المحتلة ، متذرعين بالسرعة الزائدة التي يمارسها المستوطن كهواية على الطرق الالتفافية والتي تمر بالقرب من المدن والقرى الفلسطينية.
وفي مدينة الخليل قام مستوطن بدهس المصور رائد جهاد أبو ارميلة 28عاما والذي يعمل ضمن مؤسسة "بتسيلم" لحقوق الإنسان ، وأكد أبو ارميلة أن المستوطن قام بدهسه بشكل متعمد أثناء ذهابه إلى عمله صباح الأحد الماضي في البلدة القديمة بالخليل، مشددا على أن المستوطن قام بدهسه من الخلف متجاوزا الخط الأصفر على جانب الشارع والذي يحدد مسار السيارات والمشاة.
ويتعمد المستوطنين على شوارع الضفة المحتلة استهداف الأطفال سواء أثناء ذهابهم أو إيابهم من مدارسهم فقد استهدف مستوطن الطفل يامن نبيل دروبي ست سنوات أثناء سيره على طريق شوفة في محافظة طولكرم وتم نقله إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي.
وقال عيسى عمرو مدير مؤسسة شباب ضد الاستيطان والتي تعمل في البلدة القديمة في الخليل أن المستوطنين يستهدفون حياة الفلسطينيين بشكل عام في البلدة القديمة من الخليل ولا يتورعون عن ايقاع الأذى الجسدي والنفسي بسكان البلدة أو الوافدين إليها للصلاة في الحرم الإبراهيمي الشريف، وقد وثقت المؤسسة آلاف الحالات التي ينفذها الجيش والمستوطنين على حد سواء ضد الفلسطينيين منذ أن بدأت المؤسسة بالعمل وأن عمليات الدهس والاعتداء لن تتوقف ما دام هؤلاء المستوطنين موجودين في قلب الخليل.
الحيوانات مستهدفة
ودهس مستوطن قبل أسبوع من الآن قطيع أغنام يمتلكه المواطن منسي عارف الدغامين من السموع جنوب الخليل، وأكد الدغامين أن المستوطن تعمد دهس قطيع الأغنام المكون من (40) رأس من الغنم أثناء سيرها على الشارع الالتفافي رقم (317) جنوب شرق الخليل حيث انحرف المستوطن بشكل متعمد ودهس الاغنام على جانب الشارع وعاد إلى مساره كأن شيئا لم يكن ولاذ بعدها بالفرار .
وأكد الدغامين أن حالة الدهس أدت إلى وقوع زوجته على الأرض من شدة الخوف حيث أبلغ الارتباط الفلسطيني عن الحادثة وقدرت الخسارة بـ(1200) دينار أردني.
وأكد الدغامين أن شرطة الاحتلال جاءت إلى مكان الحادث وسجلت الواقعة، إلا أن منظمة صهيونية تدعى (يش دين) أكدت أن شرطة الاحتلال لا تأخذ شكاوى الفلسطينيين على محمل الجد ويتم إهمالها.
وأفادت معطيات قدمتها المؤسسة المذكورة أن 92% من شكاوى الفلسطينيين ضد المستوطنين وحكومة الاحتلال تغلق بدون لوائح إتهام ودون البحث عن المجرم وايجاده فيما يتم متابعة 10% من هذه الشكاوى بتقديم اللوائح ضد المستوطنين.
وقالت المنظمة المذكورة أنها رفعت 1.045 شكوى منذ العام 2005 وحتى تشرين ثاني 2014 منها شكاوى إطلاق نار وحرق محاصيل وممتلكات وقطع أشجار وسرقة حيوانات وبناء على أرض يمتلكه فلسطينيين وتهديدات وتنكيلات نفذها مستوطنين ضد العرب.