قائمة الموقع

غزة مازالت تعد أيام الحصار والقاهرة تشدده

2010-04-08T09:50:00+03:00

رامي خريس                               

          يموت غزيون يومياً بسبب الحصار ، هناك من بلي جسده المرض ولم يستطع السفر إلى الخارج لمواصلة العلاج فسافر إلى الدار الآخرة التي لا يستطيع أحد حصار المسافرين إليها ووصل عدد الذين توفوا بسبب عدم تلقيهم العلاج المناسب في الخارج 114 مريضاً  وقد تنضم إلى هذه القافلة وفيات جديدة في حال استمرار الحصار.

وهناك آخرون يموتون تحت الأرض في أثناء رحلتهم للبحث عن لقمة العيش التي لم يجدوها فوق الأرض مثلما يحصل مع عمال الأنفاق على الحدود مع مصر حيث لقي أمس الأول الشاب بلال أبو رزق مصرعه في حين تمكن ستة آخرين من الخروج في الجانب المصري من الحدود بعد انهيار نفق وهم بداخله ليصل عدد الضحايا إلى أكثر من 140 شاباً منذ بدء الحصار.

تضييق وتعذيب

     هذه من أسباب موت الغزيين بسبب اغلاقات بوابات القطاع فالإسرائيليون الأعداء يفرضون حصاراً مشدداً من الشمال والشرق وتطوف سفنه البحر المتوسط من الغرب لتمنع مراكب الإغاثة من الوصول إلى شواطئ غزة الحزينة ، وحتى الأسماك يبدو أنها بدأت تخشى أن تتعرض للعقاب الإسرائيلي فأعرضت عن الاقتراب من شواطئ القطاع.

وإذا كان هذا هو حال الأعداء فالأقارب والجيران لم يكونوا أفضل حالا، فواصلت السلطات المصرية إغلاق بوابات القطاع الجنوبية لتفتحها بـ(القطارة) من حين لآخر.

وحتى أنفاق الموت التي يستخدمها المواطنون لنقل الغذاء والكساء والدواء فإن هناك توجهاً للتضييق عليها أو حتى إغلاقها نهائياً بفعل الجدار الفولاذي الذي لا يزال تشييده على قدم وساق.

والعذاب يطال كذلك الكثير من الغزيين الذين تطأ أقدامهم الأراضي المصرية فكثير منهم تعرض للاعتقال والتعذيب والاستجواب حول علاقتهم بالمقاومة الفلسطينية وأذرعها العسكرية ولم يفلت من العقاب حتى الفتية الصغار والأطفال.

يروي الطفل محمد الفرماوي قصته مع الأمن المصري بعد قضائه 3 أيام في إحدى السجون المصرية قائلاً : كنت بصحبة بعض الفتية نجمع الحصمة بالقرب من مطار رفح وعندما سمعنا إطلاقا كثيفاً للنار لجأنا إلى فتحة أحد الأنفاق القريبة، وبعد ذلك عبرنا إلى الجانب المصري من النفق ويضيف أنه بمجرد خروجه وزملائه من النفق وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل قوات الأمن المصرية التي قيدتهم وغطت أعينهم واقتادتهم إلى السجن.

وقال الفتى أن أفرادا من الأمن المصري ضربوهم بالأسلاك الكهربائية ثم أجبروهم على النوم على الأرضيات بدون أغطية أو وسادات".

وأنهى الفرماوي حديثه قائلا "بعد ما حدث لي في مصر لن أعود إلى هناك حتى لو دفعوا لي مليون دولار.

أسباب سياسية

     ويبدو أن الحصار سيستمر فالقاهرة لا تزال تريد أن تحصل من حماس على تنازلات سياسية لا تتعلق فقط ببنود ورقة المصالحة وإنما عادت لتطالب الحركة بالموافقة على مبادرة السلام العربية وبدولة فلسطينية على حدود 1967 والاعتراف بدولة الكيان الإسرائيلي، فضلاً عما نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الاميركية في تقرير لها من أن القاهرة تسلمت مبلغ ملياري دولار من أميركا للحد من أنشطة حماس .

ولا يبدو أن حماس التي أبدت مرونة كبيرة خلال الفترة الماضية إزاء ورقة المصالحة مستعدة للتنازل إلى حد الاعتراف بدولة الاحتلال وذلك عبر الموافقة على مبادرة السلام العربية في الوقت الذي تعمل فيه حكومة الاحتلال على زيادة وتيرة الاستيطان وتهويد القدس ضاربة بعرض الحائط التدخل الأمريكي المنادي بالعودة إلى طاولة المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة .

على أية حال سيبقى الغزيون معرضون للموت بسبب استمرار الحصار الذي زاد عن ألف يوم وما زال الغزيون يعدون أياماً أخرى ، ولا تزال القاهرة تحاول الضغط أكثر للحصول على تنازلات سياسية من حماس أو العمل على إضعافها كما تريد الولايات المتحدة.

 

اخبار ذات صلة