قائمة الموقع

السبعينية قسيسية مازالت تستأنس برسائل والدها المعتقل أيام النكبة

2019-05-17T09:37:00+03:00
السبعينية قسيسية مازالت تستأنس برسائل والدها المعتقل أيام النكبة
الرسالة نت – مها شهوان

فيرغم الخطوط التي ارتسمت على وجه السبعينية جورجيت قسيسية، الا أن الرجفة باقية في يدها حين تقرأ بصوتها الباكي رسائل والدها "إبراهيم" إلى جدها سنة 1948 عندما كان معتقلا لدى العصابات الصهيونية.

 بداية الرسالة كتب "والدي العزيز، بعد تقبيل يديكم إني أطلب رضاكم وأُعرّفكم أنه عندما تكاتبوني أنا، أرسلوا المكاتيب على معتقل الأسرى العرب رقم 3، وعرف زوجتي عن ذلك، سلامي للجميع وكل من بطرفكم".

في ذكرى النكبة كل عام تتقلب المواجع على المهجرين من قراهم، فيستعيدون ذكرياتهم عند الهجرة سنة 1948، عدا عن ترديدهم لحكايات لاتزال عالقة في أذهانهم تناقلوها عن آبائهم وأجدادهم، فيحافظون على روايتها للأجيال الجديدة ليتمسكوا بأرضهم التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي منهم عنوة.

الرسالة التي قرأتها قسيسية ليست الوحيدة، بل لاتزال تحتفظ بعدة رسائل تنقلها معها أينما حلت، كان يرسلها لهم والدها حينما كان أسيرا لمدة عامين لدى العصابات الصهيونية التي احتلت مدينة الرملة عام 1948.

تسرد "جورجيت" عبر فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن والدها حينما خرج من سجنه وجد عائلته في بلدة بيرزيت شمال رام الله، فهو سقط أسيرا حين كان في اللد ودخل اليهود وقتئذ فضّل الشباب المقاومين وهو واحد منهم إلقاء أسلحتهم في البئر وأسرهم بدلا من قتلهم.

كانت الرسائل تصل إلى عائلة قسيسية عبر الصليب الأحمر، وعملت "جورجيت" على الاحتفاظ بها فتستعرضها من حين لآخر أمام أولادها حتى يعرفوا جذورهم، ولتثبت أيضا أن الشعب الفلسطيني متعلم ومثقف.

والدتها هربت إلى دير الراهبات القريب من البيت بعدما اصطحبتها وهي بعمر الأربعين يوما، واثنين من اخواتها، بعدما أخذت والدتها بعض الملابس والأمتعة من بيتها ووضعتها في الدير، لكن حينما دخلت العصابات هربوا حتى استقروا في بيرزيت وبقي بعض من أمتعتهم فتمكنوا من احضارها.

تقول وهي تستعرض ستائر الكروشيه التي صنعتها والدتها ولاتزال تحتفظ بها: "حينما هرب الناس من اللد ويافا كان يدخلونها عبر تصاريح في أعياد الميلاد ولمدة 4 أيام، ووقتها تمكن البعض من أخذ أمتعتهم التي بقيت في الدير، أما أمي فقد استرجعت شيئا بسيطا وعزيزا عليها".

وطيلة الحديث كانت تستعرض "جورجيت" أمام الطاولة التي تقابلها ما حفظته من مقتنيات لوالدها، رسائل ووثائق شخصية وميزان حرارة قديم يشبه البوصلة، وناظورا كان يستخدمه في تصليح الأجهزة اللاسلكية.

وعلى حائط منزلها تعلق صورة قديمة ترجع إلى ليلة زفاف والديها عام 1944، تمكنت من العثور عليها حينما ذهبت شقيقتها إلى مصر لتزور أحد أقاربها قبل ما يقارب الخمسين عاما ووجدت الصورة فعملت على نسخها وتوزيعها.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفقا لمسح أجرته الأونروا في كانون الأول 2018 كان قد بلغ عدد اللاجئين حوالي 6.02 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيماً رسميا تابعا للوكالة تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة، و8 مخيمات في غزة.

 

اخبار ذات صلة