مرة أخرى يطفو على السطح من جديد موضوع المصالحة الفلسطينية، وتعقد اللقاءات في رام الله من اجل تشكيل وفد موحد من منظمة التحرير الفلسطينية عبر تنفيذيتها لإرسال وفد موحد فصائلي كان أو من قبل اللجنة التنفيذية من اجل الوصول إلى قطاع غزة، ومحاولة تذليل العقبات أمام تنفيذ اتفاق المصالحة واللقاء بحماس والجهاد الإسلامي كونهما غير ممثلين في منظمة التحرير، ومحاولة إنهاء القضايا العالقة والتي تحول دون تنفيذ اتفاق المصالحة، وكأن الأمر مجهول بالنسبة للجنة التنفيذية للمنظمة وأنها لا تعرف الأسباب المُعطلة والتي تحدثت عنها الجبهة الشعبية العضو في اللجنة التنفيذية ، فهل لدى الشعبية فهم مختلف عن فهم بقية القوى داخل اللجنة التنفيذية، ولو كان الأمر كذلك لننظر إلى فهم الدكتور مصطفى البرغوثي الذي يتوافق مع موقف الشعبية التي اتهمتها فتح بأنها تتساوق مع موقف حماس.
هذه المحاولة لفتح ملف المصالحة وزيارة وفد المنظمة الذي لا يحتاج كل هذه الضجة الإعلامية ولهذا التأجيل للقدوم إلى غزة وطرح نفس القضية السابقة التي لم تحقق المرجو منها في أي زيارة وفتحت باب التندر على الوفد وما يمكن أن يحققه وما النتائج التي يمكن أن يصل إليها، وهل هذا الوفد يملك صلاحية أو في يديه قرار؟ أم أن دور هذا الوفد هو مجرد الزيارة وتقديم توصيات والأمر جله متروك لعباس؟
إذا كان الأمر كذلك فلا اعتقد أن هذا الوفد سيصل إلى توصيات غير تلك التي وصلت إليها الزيارات السابقة، الأمر لا يحتاج إلى وفود ولا إلى زيارات مرحب بها بقدر ما هو بحاجة لأن يصل محمود عباس إلى قناعة وإرادة حقيقية وصادقة بتنفيذ اتفاق المصالحة كما ورد ووقع عليه وما تبعه من تفاهمات مختلفة ومن ثم تقوم حكومة الوفاق بمهامها التي من أجلها شكلت؛ ولكن مع الأسف القرار السياسي الرافض لتطبيق الاتفاق من قبل عباس عطل الاتفاق وعطل قيام هذه الحكومة بواجباتها والمهام التي من اجلها تم تشكيلها.
رهن وصول وفد منظمة التحرير بلقاءات عزام الأحمد والدكتور موسى أبو مرزوق هو أمر خاطئ، وذلك لعدم وجود ما يمكن أن يناقش بين فتح وحماس، هناك اتفاق فقط يحتاج إلى تنفيذ ترفضه حركة فتح؛ لأنها لا تريد شراكة ولا تريد وحدة وتوظف المصالحة لتحقيق مصالح ذاتية سياسية كانت أو غير سياسية، والتجارب السابقة تؤكد هذا التوظيف من قبل عباس وفتح لملف المصالحة بطريقة سيئة، وباتت اليوم مكشوفة وممجوجة، واعتقد أن ذهاب الأحمد إلى القاهرة للقاء أبو مرزوق هو مضيعة للوقت ومحاولة لتهميش القوى والفصائل والتقليل من قيمتها وتأثيرها وكأنها رسالة للقوى والفصائل بأن دورك محصور فقط بالموافقة على ما تتوافق عليه فتح وحماس.
المطلوب اليوم من حركة حماس أن تنسف هذه اللعبة التي تحاول حركة فتح من خلالها دق الأسافين بين حماس والقوى من خلال ما يسمى بالثنائية، اليوم لم تعد هذه الطريقة مفيدة أو ذات جدوى وهي محاولة من الأحمد للتذاكي وهو الذي وقف بالأمس يدعو إلى سحق حماس والمقاومة في غزة والتي وصفها بالمتمردة تساوقا مع أجندة خارجية.
يجب أن ترد حماس الأحمد وفتح إلى الكل الفلسطيني وتؤكد على أن أي لقاء يجب أن يكون تحت شعار الكل الفلسطيني ولن يكون اللقاء بين فتح وحماس خاصة أن هناك اتفاق جاهز وترتب عليه أمر واحد وهو حكومة الوفاق وينتظر أن تقوم بدورها وان تستكمل بقية القضايا المتفق عليها وحماس هي جزء من هذا الكل الفلسطيني كما هي فتح وغيرها من الفصائل.