قائد الطوفان قائد الطوفان

البلدة القديمة في الخليل تاريخ على وشك الاندثار

البلدة القديمة في الخليل
البلدة القديمة في الخليل

الخليل- لمراسلنا

البلدة القديمة.. الحرم الابراهيمي الشريف.. شارع الشهداء.. تل الرميدة وغيرها الكثير من المعالم شكلت لوحة مشرقة صاغت بتاريخها وجه مدينة الخليل، فأصبحت تمثل الماضي الجميل والتاريخ المشرق، لم تكن البلدة القديمة بمنأى عن الاحداث التي كانت تتعرض لها مدينة الخليل بصورة عامة بل كانت نقطة التماس وبؤرة المواجهة الرئيسية وخط الدفاع الاول فجادت بالشهداء وولدت المجاهدين.

رسالة للجيش والمستوطنين

ضمن الحملة الدولية السادسة لإعادة فتح شارع الشهداء في البلدة القديمة اعلن تجمع شبان ضد الاستيطان عن انطلاق مسيرة جماهيرية يوم الجمعة القادم 20/2 تحت عنوان جمعة الغضب على الاحتلال والاستيطان وقد وجهت دعوة للمواطنين والمؤسسات للمشاركة الواسعة في هذه المسيرة.

ويقول محمد الزغير الناطق باسم التجمع إن الهدف الرئيسي من هذه المسيرة هو رفع الصوت ضد الاحتلال ومستوطنيه وخاصة في مدينة الخليل التي يطمع الاحتلال في تحويلها الى مستوطنة كبيرة وتسليط الضوء على شارع الشهداء، الذي اختفت معالمه بسبب انتشار وتوسيع البؤر الاستيطانية حوله.

ويضيف: نحاول توجيه رسالة الى الساسة كي يأتوا ويشاهدوا كم من المعالم التي تغيرت في الخليل بعد اتفاق اوسلو وبروتوكول الخليل التي وقعتها السلطة عام (1997).

شارع الشهداء

الدعوة للفعاليات هدفها الاول اعادة فتح شارع الشهداء الذي هو من اهم المعالم الاسلامية التاريخية بعد الحرم الابراهيمي وله قصة متأصلة في قلب الفلسطينيين وهو شاهد على جرائم الاحتلال وصمود الفلسطينيين منذ عقود طويلة.

ويمثل الشارع العصب الاساسي للبلدة القديمة ويتفرع منه شوارع واسواق البلدة القديمة جميعها، وعندما سيطر الاحتلال على الشارع بات يتحكم بالطرق والاسواق وحولها لخدمات للمستوطنين خاصة انه يصل بين البؤرة الاستيطانية بيت هداسا ومدرسة أسامة ابن المنقذ.

ويقول الزغير ان شارع الشهداء يربط ايضا بين منطقة باب الزاوية التي اصبحت تحت السيادة الفلسطينية الشكلية، منذ عام 1996 ومنطقة مدرسة طارق بن زياد ويتوسطهما شارع السهلة المؤدي الى الحرم الابراهيمي وكلاهما في البلدة القديمة والتي قسمت بحسب اتفاق اوسلو الى (H1) و(H2).

ويستطيع المواطن اذا ما عبر شارع الشهداء والسهلة من منطقة باب الزاوية ان يصل الى الحرم الابراهيمي في ثلاث دقائق مشيا على الاقدام غير ان الطريق التي تصل اليه من منطقة باب الزاوية عبر الطرق الاخرى تستغرق نصف ساعة اذا ما استخدم السيارة.

ومن المعلوم ان الاحتلال اغلق شارع الشهداء وكثف وجود الجيش والمستوطنين فيه عقب مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف عام 1994م.

ذكرى وواقع مؤلم

وتأتي الذكرى الـ(21) لمجزرة الحرم الابراهيمي الشريف بواقع مؤلم تعيشه البلدة القديمة في الخليل فمنذ عام 1994 حتى الان اغلقت سلطات الاحتلال (1800) محل تجاري في الشارع المذكور وفي اسواق البلدة القديمة منها (530) اغلقت بقرارات صهيونية بالشمع الاحمر فيما اغلقت سوق الخضار وسوق اللحامين ومحطة الباصات المركزية وسوق اللبن وسوق الحدادين وسوق العطارين.

ويقول الزغير ان البلدة القديمة يتواجد فيها حاليا (115) نقطة عسكرية وحاجز، وكنت شاهدا على أكثر من (200) حالة اعتقال بحق الاطفال والنساء والشباب في عام 2014 فقط، بينهم 27 طالبا من طلاب المدرسة الابراهيمية الابتدائية حيث تم احتجازهم وتهديدهم وتحويلهم الى مراكز التوقيف لساعات طويلة بدون مبرر بهدف تطفيشهم عن المدرسة.

وفي عام 2000 وبحسب الزغير استولى الاحتلال على منزل في تل الرميدة وحوله الى نقطة عسكرية دائمة لكن مجموعة شبان ضد الاستيطان عملت على استئجار البيت واستخدمت الطابق الارضي من اجل مساعدة السكان الأصليين للمدينة وسمي البيت (بيت الصمود والتحدي)، في حين تقع نقطة الجيش في الطابق العلوي منه.

ويقوم البيت على تنظيم حملة دولية ومحلية للمطالبة بإعادة فتح شارع الشهداء منذ عام 2010م.

ويؤكد ان التعايش مستحيل في ظل التجاوز للجيش والمستوطنين ضد الفلسطينيين وفي المقابل فإن حجم التضامن مع المواطنين ضعيف جدا ولا يكاد يذكر.

وينوه إلى أن المسيرة التي ستنطلق يوم 20/2 سيكون رسالتها تذكير الفلسطينيين والمسلمين والعرب بمجزرة الحرم الابراهيمي الشريف وهي الذكرى الاليمة التي بدأت تتلاشى من أذهان الناس بعد مرور (21) عاما على ارتكابها من خلال 85 فعالية على مستوى العالم تحت عنوان "افتحوا شارع الشهداء" وسيساهم اربعة نشطاء من التجمع في الحملة في ألمانيا وايطاليا بالإضافة الى دعوات موجهة الى برلمانين دوليين لحضور الفعالية التي ستنطلق من وسط الخليل الجمعة القادمة.

البث المباشر