قائد الطوفان قائد الطوفان

عن الرواية الأمريكية لحرب غزة.. وحشية في قناع "إنسان"!

غزة - خاص الرسالة نت

بين "الشك، وعدم الاحتمال، هناك غموض"، يكتنف الموقف الأمريكي من التحقق تجاه أي مجزرة إسرائيلية؛ حين تجتمع الدائرة البيضاوية في البيت الأبيض؛ لتتحقق من نتائج "مجزرة المعمداني" مثالا؛ كما يرد الصحفي الاستقصائي الأمريكي بوب ودورد، في كتاب الحرب؛ الذي يورد فيه كواليس إدارة الحرب على قطاع غزة.

الصحفي الأمريكي؛ الذي يتبنى الرواية الإسرائيلية بكاملها في مزاعم الاغتصاب والسبي والاعتداء على الاسرائيليات في معركة طوفان الأقصى صبيحة يوم السابع من أكتوبر؛ ويزعم قطع رؤوس الأطفال بل وشوي لحومهم؛ في مشهد هوليودي يستند فيه لوثائقي؛ سرعان ما نفته الإدارة الامريكية ذاتها؛ التي يتبنى مزاعم "كولسة" القرار فيها.

يظهر الصحفي الأمريكي حرصا أمريكيا متناميا تجاه اليوم التالي للعملية؛ "ثمة إصرار من بايدن الذي يصف بتكرار نتنياهو على أنه وغد؛ بأن يحتضن إسرائيل؛ ليشرع فورا في زيارتها كأول رئيس لإسرائيل أثناء وجودها في الحرب".

هذا الحرص اكتنفه "إصرار امريكي على دعم إسرائيل من جهة؛ خاصة في ظل الخوف الشديد من مسؤولي الحكومة بوصول مقاتلي حماس لتل أبيب؛ إلى جانب حرص أشد على مرور قوافل المساعدة لغزة!"

يستشهد الصحفي بمقولة لبايدن "انتبهوا ليست كل غزة حماس"، ولم ينتبه "قلت لإسرائيل يجب أن يكون هنا رد حاسم".

ينقل الصحفي عن قلق متنام لبايدن تجاه منع إسرائيل دخول قوافل المساعدة، وعن اتصالات عدة يجريها مساعدوه ونوابه لاقناع نتنياهو ومستشاريه بضرورة ادخال المساعدات.

ثمة شيء آخر يستند عليه الصحفي؛ بزعم أن بايدن كان مرهقا من تنصل نتنياهو، "بالكاد يصل معه لتفاهم؛ أيضا يحاول دائما عبر وزير دفاعه لجم نتنياهو عن مخططات عملياتية يستهدف فيها المدنيين"، متجاهلا أن 140 طنا القتها إسرائيل على غزة من أمريكا.

يكرر الصحفي الأمريكي مخاوف ادارته من المساس بالمدنيين، ورفضهم الاجتياح لمحافظة رفح؛ ثم رفض عملية موسعة؛ ثم الموافقة بشروط مقيدة؛ يحاول تجميل مشهد يخفي فيه وحشية إدارة تشترك بالكلية في إبادة الشعب الفلسطيني بغزة.

الكتاب ورغم ما يكتنفه من معلومات تشير لتورط عربي رسمي في الحرب على غزة أيضا؛ لكنّه يخفي جانبا من الوجه القذر للإدارة الامريكية؛ بحسب مراقبين للدعاية الامريكية في رواية الحرب على غزة.

ويقول رهيف لافي عوض الله عضو لجان المقاطعة وعضو تحالف الجاليات الفلسطينية في الولايات المتحدة الامريكية، إن واشنطن كانت شريكة أساسية في عملية المذبحة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، ولم تتخذ أي موقف عملياتي حقيقي يلجم الاحتلال؛ حتى المواد المتفجرة لا تزال توردها لهذه اللحظة له.

ويؤكد لافي لـ"الرسالة نت"، أنّ الانتخابات الامريكية تفرض نفسها على الحزبين؛ ليظهر كل منهما رغبته في غسل يديه من عار الإبادة؛ لكن الجميع هنا كان متورطا حتى أذنيه في هذه الحرب.

وأوضح لافي أن الموقف الأمريكي لا يقوم على مبدأ رفض الحرب؛ ولكن كيفية القيام بها؛ "فقط كيف يذبح الشعب الفلسطيني!"

في السياق؛ يؤكد د. خالد ترعاني الباحث في الشؤون الامريكية، أن الاعلام الأمريكي لم يتردد عن تبني الرواية الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى؛ حتى جاءت اللحظة التي تشكلت فيها الصورة الآخرى عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومنها انطلقت المظاهرات الطلابية والشعبية الحاشدة.

وأوضح ترعاني لـ"الرسالة نت"، ان المحاولات الامريكية اخراج صورة مختلفة مع الانتخابات الجارية؛ عملية بائسة تستهدف تحقيق مسألتين؛ المناكفة السياسية في إدارة الحرب؛ والأثر السياسي الكبير على الكيان نتاج لها.

وذكر ترعاني أن هذه الحرب تركت شرخا سياسيا عميقا داخل البيئة السياسية في أمريكا، وباتت المرتكز الأساسي للانتخابات التي ستجرى نهاية الأسبوع الجاري.

البث المباشر