قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد اتفاقهما على تطوير علاقاتهما

حماس والجهاد.. تنسيق سياسي وميداني لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها

قيادات حماس والجهاد خلال لقاء بغزة
قيادات حماس والجهاد خلال لقاء بغزة

الرسالة نت-ياسمين ساق الله

على ضوء التطورات المتلاحقة التي تعصف بالساحة الفلسطينية والأزمات المتراكمة في قطاع غزة، جلست حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" مؤخرا على مائدة واحدة جمعت بينهما للاتفاق على تطوير علاقاتهما ورفع وتيرة التنسيق بينهما في جميع المجالات السياسية والميدانية.

هذه الخطوة اعتبرها مراقبون ليست بالجديدة بل تأتي استكمالاً لخطوات بدأت منذ سنوات بين الحركتين للوقوف عند المعاناة الشديدة التي يعيشها سكان غزة وضرورة بذل كل الجهود لتخفيفها بالوسائل الممكنة.

استنهاض حالة

التأكيد على التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي والثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها القدس وحق العودة والأسرى، حقائق ثابتة وحاضرة أمام كلتا الحركتين كونهما حركتي تحرر وطني تعتمدان النهج الاسلامي.

مثل هذه اللقاءات تتم بشكل منتظم كما أوضح القيادي في حماس يحيى موسى عبر لجان مشتركة في أغلب مجالات العمل على أرض غزة بدأ من المستوى السياسي والأمني والاعلامي والعسكري وانتهاء بالعمل الميداني.

موسى لم ير جديدا في تلك الخطوة سوى أنها جاءت استشعارا للحالة التي تعيشها القضية في ظل الانسداد السياسي وفشل رئيس السلطة محمود عباس في إدارة الشأن العام خاصة فيما يتعلق بأوضاع غزة.

هذا الواقع الذي وصفه موسى بالمكلوم يحتاج إلى المزيد من التقارب والتلاحم وصولاً لمرحلة من التقارب بين حماس الجهاد، ليضيف: "كل تقارب بين الفصائل ينبغي أن يكون هدفه استنهاض الحالة الوطنية الفلسطينية سواء في حالة التحرر أو تلبية حاجات المواطنين وتحقيق السلم الاجتماعي والتنمية الشاملة".

ويرى موسى أن اللقاءات لها أهداف سياسية لدى حماس والجهاد ولا معنى لأي لقاء بين فصيلين كبيرين دون أن تكون الاهتمامات المذكورة على جدول أعمالهم طالما لا خلاف بينهما في الأيدولوجيات والمنطلقات والهدف.

 مهمات عاجلة

وما زالت حركتا حماس والجهاد تؤكدان على تمسكهما بالمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام وتنفيذ كل بنود الاتفاق.

وبالفعل هذا ما أكده القيادي موسى اضافة إلى دفع الحركتين باتجاه أن يتولى رئيس الحكومة رامي الحمد الله مسؤوليته وواجباته تجاه غزة وعدم التهرب منها، اضافة إلى دفع رئيس السلطة لرفع الفيتو عن اجتماع الاطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير وعن اجتماع التشريعي والحكومة وعن بدء الاعمار ورفع الحصار.

تلك القضايا برأي القيادي الحمساوي مهمات عاجلة وأساسية تدفع بالفصائل الفلسطينية لمواصلة اللقاءات، في المقابل ما يطرح خلال تلك الجلسات لا يرتقي لمستوى البديل عن دور حكومة التوافق.

ويتفق بذلك مع موسى القيادي في الجهاد الاسلامي أحمد المدلل الذي أكد أن هذه الخطوة ليست بديلا عن أي حكومة، بل تأتي في السياق الطبيعي كالجلسات السابقة التي لم تتوقف، في وقت رفض اعتبار الخطوة بداية للحديث عن تشكيل جسم موحد مع باقي الفصائل.

وعن جلسات أخرى ستعقد مع حماس في الفترة القادمة، أكد المدلل استمرار التنسيق والتشاور بين حركته وحماس خلال الفترة القادمة في المواقف السياسية، قائلا "ستكون هناك خطوات على الأرض حول بعض التنسيق الميداني".

 العصى السحرية

المحلل السياسي تيسير محسين من جانبه اعتبر أن تلك الخطوة جاءت بعد رتابة ثلاث سنوات في تمكين العلاقة بين حماس والجهاد على مستوى القيادة السياسية والميدانية لجميع اطر العمل في الحركتين.

محيسن يرى أن مناقشة الملفات التي تهم القضية وواقع غزة تحديدا ناجم عن محاولة كلتا الحركتين التقارب في مواقفهما وخاصة بعد التفاعلات التي حدثت مؤخرا تحديدا في خطوة حماس بإعادة ترتيب علاقاتها مع حزب الله وايران.

ويعتقد محيسن أن حماس والجهاد معنيون في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت آخر في اعادة ترتيب علاقتهما بشكل أفضل وتنسيق مواقفها".

محيسن يؤكد وجود توجه عام لدى فصائل المقاومة لإعادة بناء العلاقة بينهم على أسس وقواعد جديدة، مستبعداً أن يشكل الحراك خطوة بديلة عن الحكومة.

وفقا لمصادر مقربة من الحركتين لم يتطرق لقاؤهما إلى ادارة غزة بل ركز على تمكين المواقف السياسية وتبادل الآراء والافكار وتنسيق الجهود في ميدان المقاومة والشؤون الحياتية اضافة إلى المواقف السياسية تجاه الملفات الساخنة الإقليمية والدولية.

وكلا الحركتين كما يجمع المحللون لا تملكان العصى السحرية لحل مجمل العقد التي تقف أمام سكان غزة على ضوء استمرار تهرب حكومة التوافق من مسؤولياتها تجاه القطاع.

البث المباشر