تبرز الوحدة العسكرية والميدانية في قطاع غزة واحدة من أهم وأبرز ملامح المرحلة الجديدة في المواجهة مع الاحتلال، والتي تمثلت بشكل جلي في غرفة العمليات المشتركة التي نجحت في ضبط ايقاع المواجهة واعادة رسم قواعد الاشتباك بما يحقق ردعًا لانتهاكاته واعتداءاته بحق القطاع.
تناغم المواقف السياسية والميدانية بين قوى المقاومة، نجح مبدئيا في تحقيق صورة الردع، وقطع الطريق امام الاحتلال للاستفراد بفصيل بعينه، ومثلت رسالة قوة ووحدة الحالة الموحدة للمقاومة في القطاع، بحيث أن أي عدوان ضد أي فصيل سيواجه بقوة نارية موحدة، كما أنها تمهد للتوافق على عقيدة أمنية عسكرية مشتركة بين القوى الفلسطينية، تمهيدا لتدشين جبهة سياسية عريضة بينها قائمة على عقيدة سياسية وعسكرية موحدة.
الباحث الأمني محمد أبو هربيد قرأ في هذه الغرفة، خطوة من الفصائل لقطع الطريق على الاحتلال بالاستفراد ضد فصيل بعينه، لا سيما وأن الاحتلال يعتمد سياسة تخفيف الضغط عنه عبر سياسة الاستفراد، بغية تشتيت القوة النارية المستخدمة ضده.
وقال ابو هربيد لـ"الرسالة نت" إن هذا المصطلح يبث حالة من الطمأنينة في الشارع الفلسطيني، حول وحدة الحالة الأمنية والعسكرية والسياسية في القطاع، كما أنها أسست لجبهة سياسية عريضة بين القوى الفاعلة تستند لعقيدة أمنية موحدة قائمة على مواجهة الاحتلال.
من جهته، اعتبر ّالباحث العسكري والأمني رامي أبو زبيدة، أنّ العمل المشترك بين فصائل المقاومة الفلسطينية للرد على تصعيد الاحتلال ومحاولة فرض معادلات جديدة أكثر إيلاماً للعدو، الحالة الأخير التي يعيشها قطاع غزة، استدعى ضرورة وجود تنسيق مشترك على مستوى عال ذلك التنسيق سيترك أثاره بارتياح شعبي بوحدة فصائل المقاومة ميدانياً .
ورأى أبو زبيدة في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الغرفة المشتركة للمقاومة في غزة تسهم في وضع الخطوط العريضة، لأوسع عملية تنسيق وتعاون من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في العمل المقاوم على ساحة مواجهة العدو الصهيوني.
كما وأن هذا العمل المشترك والتنسيق الكامل باتت آثارها وفعلها واضح بالميدان حيث ستكون تكتيكات المقاومة واضحة ومتفق عليها لمواجهة أي عدوان قادم وسيتم تطبيقها على الارض، بحسب ابو زبيدة.
وأضاف أن تشكيل الغرفة يدلل على "جهوزية واستعداد المقاومة لمواجهة الاحتلال، وأن الفصائل أجمعت على تعزيز العمل العسكري المشترك، ولن تقف مكتوفة الأيدي في ظل الخطط التصفوية للقضية الفلسطينية ".
ويشير أبو زبيدة إلى أن الفصائل المقاومة في مرحلة مختلفة من التنسيق عما سبق، وسيكون لها ثمارها على صعيد العمل المقاوم بالنسبة لفصائل المقاومة.
وكان عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية هاني الثوابتة، أكدّ أن القول الفصل اليوم بات للمقاومة الفلسطينية بمكوناتها كافة وعبر غرفة عملياتها المشتركة التي تدير المعركة بكل ذكاء وحكمة واقتدار وتكتيك يتسم بالقدرة والذكاء العسكري الموجع للاحتلال.
وقال الثوابتة لـ"الرسالة نت" إنّ الغرفة شكلت نقلة نوعية في عمل المقاومة وقلبت قواعد المواجهة.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تتعاظم في ظل هذه المعادلة ويلتف من حولها الشعب الفلسطيني.
ووجه الثوابتة خطابه للاحتلال، قائلا: "واهم ان علمت انك استطعت إرادة شعبنا ومقاومته الشعبية،" آمن الجميع انه لا خيار امامنا سوى مواجهتك على الأرض، سنواصل نضالنا وجهادنا ومقاومتنا".
من جانبه، أشاد المهندس لؤي القريوتي مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة- بأداء غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في إدارة الحرب مع العدو الصهيوني.
وأكدّ القريوتي لـ"الرسالة نت" أن المقاومة لديها القدرة بمفاجئة الاحتلال حال استمر بعدوانه الهمجي على شعبنا المرابط.
وأوضح أن المقاومة تمتلك من الإمكانيات والقدرات "أكثر دقة وقوة تدميرية حسب طبيعة المعركة التي تقودها المقاومة دفاعاً عن شعبنا بكل قوة وذكاء".