قائد الطوفان قائد الطوفان

إثر تصريحات عباس واشتراطات فتح

تصريحات عباس واشتراطات فتح تدفع المصالحة إلى الوراء

الدكتور موسى ابو مرزوق وعزام الاحمد
الدكتور موسى ابو مرزوق وعزام الاحمد

الرسالة نت- فادي الحسني

من الواضح أن المصالحة الفلسطينية كلما تقدمت خطوة تراجعت عشرة إلى الوراء، خصوصا إذا ما أخذت في الاعتبار تصريحات رئيس السلطة محمود عباس "أبو مازن" التي اتهم فيها حركة حماس بمحاولة نشر الارهاب على ضوء فشل المفاوضات مع (إسرائيل).

وفي وقت يتخذ فيه أبو مازن من "حماس" فزاعة للترهيب، لأجل دفع المجتمع الدولي والأوربيين على وجه الخصوص نحو تفعيل ملف المفاوضات بين السلطة واسرائيل تلافيا لمواجهة الإرهاب المزعوم، تتراجع فرص انهاء الانقسام الفلسطيني بشكل غير مسبوق.

ليس ذلك فحسب، ولكن اشتراط حركة فتح استثناء الفصائل الفلسطينية من حضور مباحثات تطبيق المصالحة خلال اللقاء الذي كان من المقرر أن يجمع الحركة مع قيادة حركة حماس في غزة الاسبوع الماضي، دليل واضح على أنها "تعطل" المصالحة كما تقول حماس، وتخشى شهادة الفصائل على ذلك.

على ضوء ذلك بدأت حماس تستشعر بتراجع "فتح" عن الانتقال بملف المصالحة خطوة للأمام، حيث يقول صلاح البردويل القيادي في حماس، "تلكؤ فتح في اتمام المصالحة، مرتبط بالمراهنة على نتائج الانتخابات الاسرائيلية لعلها تعيد السلطة مرة أخرى إلى المفاوضات ومشروع التسوية الذي اثبت فشله منذ فترة طويلة".

وأعاب البردويل في الوقت نفسه على رئيس السلطة انتقاء العمل على تنفيذ ملفات المصالحة دون أخرى، في إشارة إلى تجاهل تفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير وكذلك المجلس التشريعي، بمقابل السعي للسيطرة على الأمن والمعابر دون الاعتراف بموظفي قطاع غزة.

وحاول الرئيس عباس حسب ما رشح عن مصادر حضرت اللقاء الذي جمعه بالأطراف الأوروبية، أن يجمع "حماس" مع كل من "حزب الله" وتنظيم الدولة "داعش" في خندق واحد، في مساعي لإعادة وضع الحركة على لائحة الارهاب.

ووفق مراقبين فإن أبو مازن يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحذير الأطراف الدولية من مغبة عدم التعاطي مع مشروع التسوية الذي يقوده مع (إسرائيل)، لأن البديل عنه سيكون مواجهة التطرف في الأراضي الفلسطينية، مؤكدين أن تلك خطوة غير محسوبة في اتجاه المصالحة الوطنية بشكل خاص، والقضية الفلسطينية عموما.

المشكلة الأعقد أن تلك التصريحات تتزامن مع تحذيرات وزير الاقتصاد الإسرائيلي، رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت" من تعاظم قوة حماس، زاعما أن الحركة تعد نفسها لمواجهة جديدة، بما يعطي فرصة للمجتمع الدولي ككل لتأييد العقوبات الاسرائيلية تجاه قطاع غزة تحديدا ومضاعفة الخناق والحصار عليه.

أما فيما يخص اشتراط "فتح" عدم حضور القوى الوطنية لقاءات المصالحة في غزة مع حماس، فترى فصائل فلسطينية أن تراجع وفد فتح عن زيارة قطاع غزة يزيد من الشرخ الحاصل في الساحة الفلسطينية.

وقالت حركة الجهاد الاسلامي في بيان لها "إن إرجاء زيارة غزة بالنسبة إلى وفد المنظمة سيؤدي الى نتائج صعبة، فيما قالت الجبهة الشعبية "ان مهمة زيارة الوفد يجب أن تكون منوطة بالمنظمة وليس بحركة فتح.

في سياق متصل، قدر مراقبون تراجع حالة الوفاق على إثر الإجراءات التي اتخذتها فتح فيما يخص لقاء المصالحة، مؤدين أن ذلك يعزز الانقسام الحاصل ويضائل فرص الوصول إلى اتفاق شامل يستطيع أن ينهي الملفات العالقة.

وعبر المحلل السياسي عدنان أبو عامر، عن استغرابه من جراء رفض فتح والاشتراط بأن يكون الحوار ثنائيا مع حركة حماس، مشيرا إلى أنه من المهم الابقاء على مطلب الحضور الكامل للجميع.

وأكد أبو عامر أن حضور كافة الفصائل بعيدا عن الثنائية من الممكن أن يعطي فرصة للأطراف الاخرى من غير طرفي الانقسام لممارسة دور المراقب تجاه موقف حماس وفتح من المصالحة.

البث المباشر