قائد الطوفان قائد الطوفان

بانتظار رفع

المصالحة ..هل باتت حكراً على القاهرة..؟!

البردويل: حماس "تُلخص ولم تُقلص" ملاحظاتها على الورقة المصرية

الأحمد: الجهود العربية تصب في إطار الوثيقة وليس بديلاً عن القاهرة

الغول: قطر حاولت أن تجد مدخلاً لتكون ملاحظات حماس وديعة لديها

غزة - فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت          

بات الانطباع السائد لدى الأوساط الفلسطينية بأن المصالحة أصبحت حكراً على القاهرة وأن أية دولة عربية ليس بإمكانها الحلول محل مصر في جهود المصالحة، بسبب قدرة القاهرة على التأثير بشكل كبير على الحياة في قطاع غزة.

وما دخول قطر والسعودية على خط  المصالحة إلإ مجرد محاولات لإقناع القاهرة إضافة تحفظات حماس على الورقة المصرية .

وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح قد تحدث في تصريحات صحفية، عن وجود مساعٍ سعودية وقطرية تبذل في سبيل إحداث مصالحة بين حركتي فتح وحماس.

وأياً كانت حقيقة التسريبات الإعلامية من عدمها عن  جهود عربية أو غيرها مبذولة لإحلال المصالحة ، إلا أن طرفي المعادلة حركتي حماس وفتح ينفيان دخول أياً من الأطراف العربية على الخط ، ما يعني أن المصالحة ستبقى متعثرة بانتظار "الفيتو المصري"..!.

الجمود سيد الموقف

ونفى القيادي بحركة حماس النائب الدكتور صلاح البردويل، وجود أي تحركات عربية جديدة بشأن ملف المصالحة التي قال أنها " تمر في حالة من الركود".

وأضاف البردويل لـ"الرسالة نت":"واقع الأمر أنه لا توجد أية جهود وتحركات حقيقية في اتجاه المصالحة لا قطرية ولا غيرها ، كما لا يوجد أي تحرك مصري حالياً في هذا الاتجاه ..  فالأمور مجمدة والجمود سيد الموقف" .

وحول ما أُشيع في وسائل الإعلام أن وفد حركة حماس برئاسة خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي أبلغ القيادة القطرية خلال زيارته الدوحة مؤخراً تقليص حركته الملاحظات التي وضعتها على الورقة المصرية للمصالحة، أكد البردويل أن حركة حماس "تُلخص ولم تُقلص" ملاحظاتها في الثلاثة نقاط الرئيسية المتعلقة بـ"منظمة التحرير والأمن ولجنة الانتخابات"، لافتاً أن باقي الملاحظات الأخرى يُمكن أن تؤخذ في الاعتبار أثناء التطبيق باعتبار أن جزءا منها ملاحظات لغوية، على حد تعبيره.

الأخذ بالملاحظات

و اعتبر البردويل أن مشكلة التوقيع على الورقة المصرية ليست مرتبطة بحركة حماس، مؤكداً أن المشكلة تكمن في أن مصر الراعية للمصالحة ترفض الأخذ بأيٍ من الملاحظات على ورقتها وتطالب حماس بالتوقيع عليها أولاً، معتبراً "التوقيع قبل الأخذ بالملاحظات ليست في صالح الاتفاق".

وتؤكد حركة حماس اسقاط العديد من النقاط التي اتفقت عليها مع حركة فتح في الورقة المصرية التي تسلمتها  ، واضافة عليها نقاط وكلمات لم يتم الاتفاق عليها.

ولفت القيادي في حماس الى أن حركته كان لها برنامجها خلال زيارة قطر، حيث ناقشت إلى جانب عملية المصالحة قضايا وطنية كبرى متعلقة برفع الحصار عن غزة وقضية المعابر ولاسيما فتح معبر رفح وكذلك الإجراءات الصهيونية في القدس وعمليات الاستيطان في الضفة الغربية.

الاشتراطات المصرية

وبما يتعلق بالتسريبات الإعلامية عن اشتراطات مصرية على حماس متعلقة بالقضايا السياسية مقابل الأخذ بملاحظاتها على الورقة ، نفى البردويل أن تكون حركته تلقت من القاهرة طرحاً بشكلٍ رسمي حول اشتراط قبول حماس للمبادرة العربية والاعتراف بحدود يونيو 1967 والقبول بحل الدولتين مقابل الموافقة على تعديل الورقة المصرية.

وقال:" عندما سمعنا من الإعلام عن الشروط المصرية راجعنا المخابرات المصرية باعتبارها القناة الوحيدة بيننا وبين مصر فنفت نفياً تاماً أن يكون لها علاقة بمثل هذه الشروط".

ونوه البردويل أن الورقة المصرية كانت قد تجاوزت الخوض في البرنامج السياسي، على اعتبار أن الزج بقضايا سياسية يدخلنا من جديد في حوار حول البرنامج السياسي، حسب رأيه.

لقاء دمشق

أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، فقد نفى هو الآخر لـ"الرسالة نت"،  أن تكون هناك جهود أو صيغ جديدة بديلة عن جهود مصر في ملف المصالحة ، وقال:"إطلاقاً هذا غير مطروح، فسواءً قطر أو سوريا أو أي طرف عربي الجميع يطرح وجهات نظر ويحاول أن يُقرب الآراء في إطار الوثيقة المصرية ليس خارجها ". ونفى الاحمد ايضا طرح القاهرة لأي جديد على ورقتها.

وأشار الأحمد إلى أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، أبلغه بملاحظات حماس المتمثلة في ثلاث نقاط متعلقة بـ"منظمة التحرير والأمن ولجنة الانتخابات".

لكن الأحمد اعتبر أن القضية ليست متعلقة بكم وعدد النقاط والكلمات، بقدر ما أن جزءا من هذه النقاط سبق وأن تم الاتفاق عليها في الحوار الشامل وليس في الحوار الثنائي ولا يجوز العودة إليها، مستشهداً بقضية تشكيل لجنة الانتخابات المركزية فقال:"كنا في الحوار الشامل قد اتفقنا مع حماس أنه وفق القانون يتم بالتشاور على تشكيل لجنة الانتخابات التي هي من صلاحيات الرئيس"، حسب زعمه.

ملاحظات الفصائل

 ونوه الأحمد بأن المهم في المرحلة الحالية هو التوقيع على الورقة المصرية رغم كل الملاحظات غير المقتصرة على حركة حماس، لافتاً أن حركته وجميع الفصائل لها ملاحظات أيضا.

وقال الأحمد:" وما دُمنا وُضعنا في خانة أن نوقع على الورقة المصرية، فوجهة نظرنا أن يوقع الجميع , فجميعنا لنا ملاحظات والورقة لم تكن تغطي رأي حماس كامل ولا رأي فتح بشكل كامل".

وأضاف:" عندما يكون هناك مصالحة نكون قادرين كقوى فلسطينية أن ننفذ الورقة ونعيد الوحدة الوطنية و وحدة غزة والضفة من جديد ونعيد وحدة السلطة و سيادة القانون".

وتابع عضو مركزية فتح :"يجب أن نتوجه يداً واحدة نحو ترجمة الوحدة الوطنية على الأرض بعيداً عن كل النصوص بغض النظر عن أن هذه النصوص متفقين عليها أو لسنا متفقين ، ولكن التوقيع حتماً سيخلق جوا ايجابيا في نفوس الجميع(..)وأتوجه للأخوة في حماس أن يوقعوا ونحن قادرون بالفعل أن نراعي بعضنا البعض من أجل وحدة الصف الوطني الفلسطيني ".

تحديد النقاط العالقة

من جهته نفى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، أن يكون لديهم أية معلومات تشير إلى مساعي قطرية دخلت على خط المصالحة باستثناء أن أمير قطر حاول أثناء القمة أن يجد مدخلاً بأن تكون ملاحظات حركة حماس وديعة لديه.

وأشار لـ"الرسالة نت"، إلى أن ما وردهم من القمة وقتها أن الإجابة كانت واضحة لقطر "بأن أمر المصالحة مرتبط بالمصريين"، معتبراً أن أي جهد عربي يُفترض أن يُنسق مع مصر حتى لا يكون هناك تعارض بين الجهد المصري وأية جهود عربية أخرى.

وعبر الغول عن رأيه بأن الوضع الفلسطيني بحاجة إلى جهد داخلي يحاول أن يحدد المسائل العالقة بدقة، خاصة في ظل الحديث عن ملاحظات تتسع أحياناً أو تتقلص أحياناً أخرى، موضحاً أن تحديد المسائل بدقة يعطي مساحة للتحرك داخلياً سواء في إطار إيجاد حلول للقضايا العالقة أو في إطار الحديث مع المصريين مستندين إلى قضايا محددة .

 

 

 

 

البث المباشر