قليل من القادة الفلسطينيين من له حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أو تويتر، فهناك إهمال لهذا العالم الذي بدأ وهميا وأضحى حقيقيا، وما كان يمكن تجاهله بالأمس أضحى اليوم مسيطر بشكل كامل على حياة الناس وتصرفاتها وتدخل في أدق خصوصياتها، وعلينا التوقف مليا، متأملين ومدققين في الثورة التقنية والتواصلية التي جعلت الناس سواسية كأسنان المشط فكل من يريد نشر أخباره وصوره بل وفيديوهات تافهة عن تفاصيله يقوم بنشرها بمنتهى السهولة واليسر، ربما هذه الإمكانية المتوفرة الآن للجميع هي السبب الرئيس في عزوف بعض القادة التقليديين عن استخدامها، وربما هناك عدم دراية بهذا الإعلام المباغت وهذا التطور الذي أحدث طفرة حقيقية في التواصل والمعلومة والهالة، وأحدث إرباكا حقيقيا بجوانب متعددة اجتماعية وسياسية واقتصادية .
باراك اوباما مثلا زعيم الولايات المتحدة أول من ركز بحملته الانتخابية على فيسبوك وهو الآن صاحب المركز الأول عالميًا من بين الزعماء في عدد متابعيه على تويتر، فقد وضعت جريدة "لو جورنال دي ديمانش" الفرنسية جدولا لملوك ورؤساء الدول الذين لهم حسابات نشطة في مواقع التواصل، وقالت إن نشاط زعماء العالم في "تويتر" وعدد المسجلين في حسابهم أو المتتبعين لهم يبرز مدى شعبيتهم، سواء وطنيا أم دوليا.
أوباما لديه على تويتر أكثر من 55 مليون متابع، وتقول الصحيفة أن أوباما يعتبر صاحب أشهر التغريدات عبر التاريخ، أما في المركز الثاني؛ فقد جاء رئيس الهند نارندرا مودي بعشرة ملايين متابع . واحتل الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان المركز الثالث بخمسة ملايين و969 متتبعا، وهو أول زعيم مسلم في هذا الموقع الاجتماعي.
أما عربيا فقد تربع على عرش القمة الملك سلمان بن عبد العزيز وكان ترتيبه الحادي عشر على الزعماء من حيث عدد المتابعين وذلك بمليونين ونصف المليون متابع، وحقيقة إن حساب الملك سلمان من أكثر الحسابات تفاعلا حيث يفوق تفاعل حساب الرئيس أوباما من حيث الردود وعدد إعادة التغريدات، وهذا دليل على تعطش المجتمع العربي لمشاركة قادته حتى ولو في هذا العالم الافتراضي الذي أضحى واقعي جدا.
فلسطينيا هناك اهتمام من بعض المسؤولين كالسيد سلام فياض ومحمد دحلان وحتى الرئيس عباس اهتم فترة بالفيس بوك والتقطت له صورة وهو يتصفح الموقع مواكبا للموضة، ويبدو أنه مل بعد ذلك ولم يعد يهتم لأسباب متعددة.
في حسابات قيادة المقاومة يظهر أن حسابات السيد موسى أبو مرزوق الأهم والأنظم والأكثر فاعلية وتفاعلا، فلديه مداومة ومتابعة واهتمام وتنشر تصريحاته باستمرار، وهناك من يتقمص شخصية رئيس الوزراء إسماعيل هنية ونجد تفاعلا كبيرا معه ومع صفحته غير الحقيقية على تويتر وهناك مئات الاف المتابعات.