تريد أن تغير ولديك شكوى تريد إيصالها للمسؤولين أو جهة معينة، وتحتاج من الكل أن يسمعها، مبادرة "يو نو" وجدت لتكون منبر للتغيير المجتمعي ويتم توحيد الصوت وصناعة التغيير، بحيث يكون الناس عامل إيجابي في الرقابة على السلطات.

منصة "يو نو" مشروع تفاعلي تشبه مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر، تقوم على فكرة تقريب المسافات والتواصل والحوار بين النشطاء الشباب وصناع القرار.

تقنيات سهلة

سائد كرزون صاحب فكرة المنصة أوضح لـ "الرسالة" أن الولوج إلى المنصة سهل جدا، عند فتح رابط الموقع www.youknow.ps يكون هناك فيلم انيميشن باللغة الانجليزية، ثم يفتحون حسابا برقم سري وايميل، ويكون لهم مجال ليكتبوا الجملة التي يريدون لحد 300 حرف، يوصلون بها مشكلة أو شكوى لصانع القرار، ثم يختار الموقع الجغرافي الذي يريد ان تصل إليه، والمسؤول الذي يريد ان تصل اليه، ثم يكون هناك رد من صانع القرار على هذا المواطن ليبين أين وصلت قضيته أو شكواه.

وأشار إلى أنه تم حصر الشكوى ب 300 حرف لتكون أكثر من التوتير، وأقل من الفيسبوك في التعبير، مبينا أن السبب الرئيسي هو الاختصار، واختيار الناس الكلمات الأدق في الشكوى، فصانع القرار عندما يرى الشكوى بكلمات قليلة فيكون هناك قابلية للرد، أما الكلمات الكثيرة لا تشد انتباهه.

تعزيزا للمساءلة

وعن مدى تفاعل أصحاب القرار مع فكرة المنصة أكد كرزون أنهم في مرحلة التطوير والتجديد، والتواصل معهم صعب إلى حد مدى، لكن هناك تبني كبير للفكرة مثل الشرطة الفلسطينية، وقال: "وجدنا تغطية إعلامية رائعة للموضوع، وتفاعلًا وإعجابًا كبيرًا جدا، وأكثر من 1000 شير للمقال على الفيس بوك، وهذه دعوة للجميع لرؤية التواصل صباحا، ومن ثم توثق المشاكل والشكاوى وتحل".

ونوه إلى أنهم سيقومون خلال الشهر الحالي بتطوير البرمجيات حتى يصل للناس إشارة عبر الإيميل عند رد صانع القرار، كما أنه سيكون تطبيق على الهواتف قريبا، وستكون على المنصة صناع القرار في البلديات في الضفة المحتلة، وقريبا في قطاع غزة، ويأملون التواصل مع البنوك وشركة الكهرباء وقريبا مع الوزراء وصانعي القرار.

عقبات ونجاحات

إعداد المنصة لتكون جاهزة على شكلها الحالي استغرق سنتين من العمل الجاد لنجاحه، تنوعت فيها أشكال العقبات وفي ذلك يقول صاحب الفكرة: "كلها كانت عقبات في تبسيط الفكرة وشرحها، وكثير من الناس بداية لم يروا الأفق أو ضحكوا منها، ولكن عدم الاستسلام كان جديرا بنجاحها، ففي بداية 2014 ترشحت لجائزة العمل وفي نهاية 2014 حصلت على جائزة الريادة العالمية وكان مبلغا ساعد في بناء القاعدة وبرمجياتها.

وتواجه المنصة عددا من نقاط الضعف منها عدم وجود تطبيق على الهواتف الذكية، وقلة التواصل والانتشار، عدم وجود اشعار للجميع بوجود تواصل، وهذه تحتاج فريق عمل ضخم، ولكن القائمون عليها يعتبرونها من أفضل وسائل المساءلة الاجتماعية التي لا يمكن الاستهانة بها ولا تهميشها، ويطمحون إلى يجد هذا التطبيق مساحات دولية أخرى، وفي الوقت الذي يكون فيه التحدي صعب جدا، تكون منصة "يو نو" فكرة لتشريع قانون حق وخلق جو تغيير ايجابي سريع وفعال، لمحاسبة المسؤولين ومساءلة المواطنين.