مما لاشك فيه أن إنشاء جامعة الدول العربية عام 1954م كان بتوصية من بريطانيا وكرد فعل على دعوة الداعية الإسلامي جمال الدين الأفغاني بإنشاء جامعة إسلامية.
ومن الجدير بالذكر أن بريطانيا لم تكن في يوم من الأيام إلا معول هدم لصرح الإسلام والمسلمين في جميع مناطقه، وعامل تفريق وتمزيق لوحدة الأمة وشقائها، فأوعزت بإنشاء جامعة موحدة، ووضعت أُسُسا لها تمكنها من السيطرة عليها وعدم الخروج عن طاعتها، وتقزيم دورها عربيا وإسلاميا، ومن أبز تلك الأسس:
1. عدم تدخل الدول العربية بشؤؤن الدول الأعضاء منها، "تكريسا للتشرذم".
2. عدم اتخاذ القرارات العربية إلا بموافقة جميع الأعضاء 100% وهذا ضرب من المستحيل، لأن المرء لا يخلو من ضد ولو عاش في رأس جبل، وبذالك تُشل إيجابية الجامعة، وخير دليل على ذالك الأنبياء الذين جاءوا برسالة الحق وكان لهم أعداء ومناهضين.
3. تجريد الجامعة العربية من كل عوامل القوة التنفيذية حتى تبقى مشلولة ومعطلة كما حدث في العراق والصومال وليبيا وفلسطين والكويت وما يحدث اليوم في بعض الدول.
4. اختيار أمين عام لجامعة الدول العربية مهزوز الضمير ضعيف الإرادة وتابع لغيره .
5. عدم مشاركة الجامعة العربية في قضايا الأمة الإسلامية تعزيزا للتفرق والتهميش.
ولكي يكون للجامعة العربية دور فاعل ومتزن يعود على أبناء الأمة في الخير العميم، أضع بين يدي أمتنا الأسس الحقيقية لإنشاء جامعة رائدة فاعلة، تخدم الأمة ومصالحها، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
1. أن يكون أعضاء الجامعة من جميع الدول العربية المستقلة، وأعضاء للشعب الذي لم يتحرر من أعداءه .
2. أن تكون قرارات الجامعة العربية نافذة المفعول، بموافقة ثلثي الأعضاء لهذه الدول .
3. إنشاء جيش عربي للجامعة على غرار جيش الوحدة الإفريقي، والهدف منه الحفاظ على مصالح الأمة من طمع الطامعين والمتربصين بها، وأن تكون نسبة المشاركة في هذا الجيش 1% من سكان كل دولة.
4. أن تكون قيادة الجيش قيادة جماعية من جميع الدول العربية- قائد من كل دولة- ولا تخضع هذه القيادة لأي جهة أو دولة بعينها، وإنما تخضع لمصلحة الأمة.
5. وجوب حل الخلافات العربية بالطرق السلمية ودون السماح بتدخل القوى الأجنبية واقتصار الأمر في الحل الواجب تنفيذه على مجلس الجامعة العربية فقط.
6. إنشاء محكمة عدل عربية وبمجلس شورى موحد من 22 دولة لبث القرار وتنفيذه حفاظا على مصالح الأمة وثرواتها من المخاطر المحدقة بها.
7. إنشاء صندوق مالي داعم لهذه الجامعة من جميع الدول العربية ولا سيما الغنية منها.
8. إنشاء سوق عربية اقتصادية على غرار السوق الأوربية المشتركة وتكامل دولها اقتصاديا.
9. إنشاء مؤسسة نقد عربية – حتى لا تخضع الأمة لابتزاز الدول الغربية أو التلاعب بمقدراتها القومية ويكون للعرب عملة نقدية موحدة عن طريق هذه الجامعة.
10. أن يكون للجامعة العربية مرصد جوي لمعرفة الأحوال الجوية ومطالع الهلال من كل شهر عربي.
11. العمل على إنشاء جامعة علمية عربية للنابغين من أبناء هذه الأمة كافة موحدة المنهج والمسار.
12. أن يكون للجامعة دور ايجابي مع بقية العالم الإسلامي والنأي عن زج الجامعة العربية بالخلافات الدولية إلا الضرورية منها.
