توقعت دراسة أعدها مركز أبحاث في الولايات المتحدة الأميركية تزايد عدد المسلمين في العالم بشكل أسرع من أتباع الديانات الأخرى، ليقارب عددهم بحلول عام 2050 عدد المسيحيين في العالم. وقال مركز بيو للأبحاث المختص بمتابعة نمو الديانات في العالم إنه خلال العقود الأربعة المقبلة ستبقى المسيحية الديانة الأكبر في العالم، لكن عدد المسلمين سيزداد زيادة أسرع من أي ديانة أخرى.
وجمع الباحثون لهذه الدراسة أكثر من 2500 إحصاء واستمارة رسمية من سكان أكثر من 175 بلدا يشكلون 95% من سكان العالم. واعتمدت الدراسة على معدلات الولادة لدى أتباع الديانات المختلفة، واتجاهات التحول الديني لديهم.
وتتوقع الدراسة -في حال استمرار الاتجاهات الديمغرافية الحالية- أن يبلغ عدد سكان العالم 9.3 مليارات نسمة عام 2050، يشكل المسلمون نحو 2.8 مليار نسمة، والمسيحيون 2.92 مليار نسمة، وهو ما يعني أن المسلمين سيشكلون 30% من سكان العالم، في حين ستبقى نسبة المسيحيين كما هي في حدود 31.4%.
وفي العام 2010 كان عدد المسلمين في العالم 1.6 مليار نسمة مقارنة مع 2.17 مليار مسيحي. لكن، بحسب التقرير، "سيعادل عدد المسلمين تقريبا عدد المسيحيين في العالم" بعد أربعة عقود. والملفت وفقا للتقرير أن أوروبا -المنطقة الوحيدة التي ستشهد انكماشا في عدد السكان- سينخفض فيها عدد المسيحيين من 553 إلى 454 مليونا، كما سينخفض عدد المسيحيين في الولايات المتحدة من ثلاثة أرباع عدد السكان إلى الثلثين في العام 2050.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد اليهود في العالم من 13 مليونا و860 ألفا عام 2010 إلى 16 مليونا و90 ألفا عام 2050. الخصوبة والشباب وترى الدراسة أن أهم العوامل المؤثرة في نمو عدد المسلمين نسبة الشباب الكبيرة وارتفاع معدلات الولادة التي تبلغ عند المرأة المسلمة 3.1 ولادات، ولدى المرأة المسيحية 2.7، ولدى الهندوسية 2.4، وعند اليهودية 2.3. صلاة عيد الأضحى في مدينة سرينغر في الجزء الهندي من كشمير العام الماضي (غيتي) كما تناولت الدراسة اتجاهات التحول بين الأديان، واقتصرت الدراسة على سبعين دولة فقط، وهو ما لم يمكنها من منح معلومات شاملة بهذا الخصوص.
ووفقا لنتائج الدراسة، فإن أعلى نسبة للتحول بين الأديان توجد بين المسيحيين، وتوقعت أن يتحول 106 ملايين شخص عن الديانة المسيحية بين عامي 2010 و2050، مقابل تحول 40 مليونا إلى المسيحية. ومن المتوقع أن تخسر الديانة اليهودية 300 ألف نتيجة للتحول الديني، في حين سينضم ثلاثة ملايين للدين الإسلامي. وتتوقع الدراسة أن تصل نسبة المسلمين في أوروبا 10% بحلول 2050، وأن تتجاوز نسبة المسلمين في الولايات المتحدة نسبة اليهود بحلول العام نفسه.
وستكون الديانة الهندوسية في المرتبة الثالثة وستشكل 14.9% من سكان العالم، يليها 13.2% ممن لا يعتنقون أي ديانة. ويتوقع التقرير أن تصبح الهند الدولة الأولى من حيث عدد السكان المسلمين مع بقاء الغالبية للهندوس، لتتخطى بذلك إندونيسيا. وستكون البوذية الديانة الوحيدة التي لا يُتوقع أن تشهد ارتفاعا في عدد معتنقيها بسبب عوامل الشيخوخة ومعدلات الخصوبة المتدنية في البلدان التي تتبع تلك الديانة، كالصين واليابان وتايلند.