مزاعم إقامة كيان منفصل.. "فزاعة" لحرف الأنظار عن قصور السلطة

الشرطة الفلسطينية في غزة (الأرشيف)
الشرطة الفلسطينية في غزة (الأرشيف)

غزة- فادي الحسني

تحاول بعض الأطراف وعلى رأسها السلطة الفلسطينية حرف الأنظار عن الاخفاقات التي سجلتها تحديدا في التعاطي مع أزمة مخيم اليرموك مؤخرا، من خلال إثارة مزاعم أن هناك محاولات لتشكيل كيان فلسطيني منفصل في قطاع غزة، وذلك على ضوء اللغط القائم حول نية تشكيل لجنة وطنية لإدارة القطاع في ظل رفض الحكومة القيام بمسؤولياتها اتجاه غزة.

في الوقت ذاته، حاولت قيادات في منظمة التحرير صب جام غضبها على ما أسمته مباحثات التهدئة الممتدة، زاعمة أن هناك "مشروعا تفاوضيا بين حماس و(إسرائيل) لفصل قطاع غزة عن باقي أجزاء الدولة الفلسطينية".

وبعض أولئك القياديين ذهب بعيدا في وصفه لمزاعم الفصل، ومنهم أمين عام جبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني الذي اعتبر أنها هناك محاولة لإقامة "امارة اسلامية في غزة".

واستفادت تلك القيادات من اللغط الحاصل حول امكانية تشكيل لجنة وطنية لإدارة القطاع في ظل تخلي الحكومة عن تأدية واجبتها سواء المتعلقة برواتب الموظفين أو التحضير للانتخابات وغيرها من الملفات، للاصطياد في الماء العكر، حيث سعى المتحدث باسم حركة "فتح" فايز أبو عيطة، تطويع اللغط لخدمة الفزاعة التي تتخذها السلطة والمتعلقة بمحاولة حماس اقامة كيان منفصل في غزة.

وقال أبو عيطة في تصريح صحفي "نرفض تشكيل أي لجان لإدارة قطاع غزة بعيدا عن حكومة الوفاق الوطني، لأن الامر بمثابة خطوة على طريق الانفصال وتعزيز للانقسام".

في المقابل، تنفي حركة حماس نفيا قاطعا أن تسمح بإقامة كيان منفصل في غزة، على اعتبار أن ذلك استجابة لمخطط متعلق بتقطيع أوصال الأراضي المحتلة، مؤكدة حرصها على المصلحة الوطنية.

وقال القيادي في الحركة يحيى موسى "إن حركته حريصة كل الحرص على الوحدة الوطنية في الوقت الذي يحاول فيه رئيس السلطة محمود عباس تشويه صورة القطاع تارة بالدعوة إلى توجيه ضربة عسكرية الى غزة على غرار عاصفة الحزم، وتارة أخرى بالترويج إلى أن غزة اقليم متمرد".

واستنكر موسى، محاولة بعض الفصائل المحسوبة على منظمة التحرير، حرف الانظار عن قصورها في مخيم اليرموك، وتوجيهها إلى غزة والزعم أن هناك محاولات لفصلها عن الضفة المحتلة بما يخدم مصلحة الاحتلال.

ولفت إلى أن حماس أكثر حرصا من غيرها على المصلحة الوطنية، خاصة أنها لاتزال تعطي فرصة إلى حكومة "الحمد الله" من أجل الوقوف امام مسؤولياتها اتجاه الازمات الانسانية التي تعاني منها غزة، في الوقت الذي لا تزال تحاول فيه بعض الاطراف الاصطياد في الماء العكر وترويج ان غزة خارجة عن حالة التوافق.

وقال: "كان الأولى أن تدفع فصائل منظمة التحرير السلطة والحكومة باتجاه تصويب البوصلة والتعاطي مع قطاع غزة على قدر من المسؤولية بدلا من توجيه اللوم"، مؤكدا على ضرورة أن تأخذ حماس موقفا حازما من العبثية التي يمارسها رئيس السلطة ومن يدور في فلكه.

ولا يزال جملة من الباحثين والكتاب ومنهم مصطفى الصواف ينظرون إلى مثل تلك التصريحات، على أنها فهم خاطئ للمنظور الذي تتعامل منه حماس مع الأراضي المحتلة.

وقال الصواف "حماس تتطلع إلى دولة هي كل فلسطين وليست على جزء هنا أو هناك"، مؤكدا أن الذين ارتضوا أن تكون فلسطين على 22% من مساحتها التاريخية، واهمون بأن تقبل حماس بإقامة كيان منفصل في غزة. وشدد على أن الحركة تتطلع إلى دولة فلسطينية على حدود فلسطين التاريخية.

البث المباشر