قائمة الموقع

مراقبون: لهذه الأسباب ستغير السلطة موقفها من غزة

2015-04-21T12:41:47+03:00
لقاء سابق بين خالد مشعل ومحمود عباس
الرسالة نت - محمود هنية

بعد عام على مرور اتفاق الشاطئ، عادت الحكومة إلى قطاع غزة في زيارة هي الثالثة لها، ليبدؤوا هذه المرة بإحصاء الموظفين المستنكفين ايذانًا بعملية دمج كاملة بين الوزارات، طبقًا لقرارات الحكومة الأخيرة التي اثارت جدلًا سياسيًا لم ينته بعد ولم يعرف ماهية ما ستؤول اليه الأوضاع.

ويبدو أن النوايا الحسنة وفيض الوعود التي أطلقتها الحكومة لم تكن كافية لتطمئن حماس هذه المرة، فعديد المحاولات التي فشلت كافية لتجعل الحركة حذرة من أي وعود قادمة، الأمر الذي دفعها للبحث عن وسائل كي "تقلع شوك غزة بيدها"، حتى ولو كان على عين السلطة ورغمًا عنها.

لكن السؤال المطروح برسم السياسية، ما السر الذي يقف خلف القفزة المفاجأة في خطوة السلطة ودفعها لتغيير سياساتها تجاه غزة عبر بدء انهاء أزمة الموظفين؟، وما الضامن ليجعل منها خطوة تبدو جادة هذه المرة؟

ثمة خطوات عديدة كشفت عنها مصادر قيادية، تحاول تفسير شيء من الحالة ووضع إجابات برسم الواقع تجاهها، سيما أن هذه الزيارة تأتي على وقع متغيرات إقليمية ومحلية وملفات تعد خلف "الكواليس"، أبدت السلطة تخوفها منها خشية سحب البساط من تحتها واخراجها من مشهد سياسي تدرك أنها الطرف الأقل تأثيرًا فيه.

وما تصر السلطة الحديث بشأنه عن مفاوضات تجري خلف الكواليس بين حماس والاحتلال عن طريق قنوات أوروبية نشطت في غزة مؤخرًا، لم يخف المراقبون أن هذه المباحثات ستفضي لـ"مسكّن" طويل المدى في غزة، حتى لو كان غصبًا عن عباس.

وتؤكد المصادر وجود رغبة أوروبية ودولية لإنهاء أزمات القطاع وخاصة المتعلقة بالإعمار، واستقدام تهدئة طويلة الأمد في القطاع، الامر الذي ولّد الخشية لدى السلطة، وهو ربما ما يعطي تفسيرًا لتغير موقفها.

ويكشف مسؤولون لـ"الرسالة" عن وجود موافقة "إسرائيلية" مبدئية لإقامة ميناء ومطار في غزة، "فإسرائيل قادرة على تدميرها بشكل كامل في أي حرب"، لكن الأهم الوصول الى حالة أمنية وسياسية تهدئ الجبهة الساخنة في غزة، سيما وأن تركيا وقطر قد أيدتا المساعدة في تدشينهما مسبقًا أثناء مفاوضات وقف اطلاق النار.

وبرأي المراقبين، فإن السلطة بدأت تدرك خطورة مسار المتغير الأخير في العلاقة بين حماس والسعودية وأثرها على العلاقة مع مصر، التي بدأت بـ"النزول عن الشجرة" في العلاقة مع الحركة، سيما في ظل مطلب المخابرات الأخير الاتصال برأس الحركة وقائدها خالد مشعل، بحسب مسئول في حماس لـ"الرسالة".

وقال ذو الفقار سويرجو القيادي بالجبهة الشعبية، إن السلطة دائمًا تسأل عن المفاوضات غير التي تجري بين حماس والاحتلال، وقد رهنت التقارب مع حماس على الإجابة حول هذا السؤال، وبما أن عباس أعلن خشيته من ذلك فيبدو أن الرسائل بدأت تصل لعباس أنه لم يعد في موقع الفاعل، بحسب المراقبين.

وبات عباس يدرك جيدا أن أي حل قد يتم التوصل اليه في قطاع غزة يؤدي الى تحسين الواقع الاجتماعي والاقتصادي فيه، لن يكون بمقدوره المشاركة في ادارته إن لم تقدم الحكومة حلًا لكل أزمات القطاع وادارته بشكل جيد، وتعي السلطة أن المتغيرات مع السعودية اسهبت في تعزيز موقف حماس، خاصة في ضوء ما تتوسط به قطر التي تريدها السعودية في المنطقة كساعد لها بعد الامارات.

كما أن رئيس السلطة يعلم أيضا أن حركة حماس لن تكون زاهدة في العودة الى الحكم مع صفقة كبيرة تنهي حالة الحصار عن القطاع مع الافراج عن الأسرى والتهدئة، ولن يكون بمقدور السلطة أن تشوه هذه التجربة على اعتبار أن واقعها في الضفة ليس جيدًا، في أحسن تقديره.

ومع أن حركة حماس قد أعلنت بشكل دائم رفضها العودة لاستلام الحكم او إدارة منفصلة في غزة، الا انها ايضًا لن تتخلى عن غزة إذا ما تخلى عنها عباس، كما أكد قيادي منها لـ"الرسالة".

وخلاصة المشهد بحسب المراقبين، فإن حسبة المصالح التي يدرك عباس خطورتها اليوم تجبر الرجل على تغيير مواقفه لأن المشهد المقبل الذي يرسم في غزة مغانمه أكبر من الموظفين، "فهم في أسوأ احوالهم لن يتقاضوا الراتب منه بل من دول مانحة كقطر وغيرها".

جدير بالذكر وما تعلمه السلطة أن الحراك الدولي اليوم بات على أشده من اجل العمل على احداث صفقة كاملة تبدأ بإطلاق سراح الاسرى وتنتهي بإنهاء الحصار، والا "فالنرويج وألمانيا وسويسرا"، ومعهم روبرت سيري لم يكن دورهم بعيدًا عن عين السلطة ورسائلهم قرأها عباس ايضًا من مصادره المطلعة، كما أخبر أحد المقربين منه "الرسالة".

وقال المقرب من عباس:" نحن نعلم أن شيئًا ما يطبخ في قطاع غزة، الامر الذي يدفعنا لتعديل المسار مع حماس للوصول الى اتفاق يضمن دولة موحدة".

ومع أن نظرية الفصل غير مطروحة البتة لكن لن تجد حماس حرجًا في القبول بواقع ينهي حالة الحصار التي امتدت لثماني سنوات، ولن يجرؤ أحد ان يتهمها لأن قنوات اعدادها ما زالت متواصلة.

وإن كان عباس ايضًا يرغب في الحفاظ على شرعيته المؤقتة وكسب موافقة من حركة حماس على تعديل وزاري، فإن هذا ايضًا يضاف لسلسلة من المبررات التي قد تساعد في تفسير موقف السلطة، فضلا عن فشلها الذريع في الوصول الى تسويه مع (إسرائيل) على ضوء ما افرزته الانتخاب الأخيرة.

اخبار ذات صلة