سيطر جيش الفتح التابع لقوات المعارضة السورية على معسكر القرميد الواقع جنوب شرق مدينة إدلب، بعد هجوم شنه عليه بأسلحة ثقيلة. من جهتها أعلنت المعارضة المسلحة عن توحيد جهودها "لتحرير" الأجزاء المتبقية من حلب.
وتزامن الهجوم على معسكر القرميد مع تفجير ثلاث عربات ملغمة كان يقودها مقاتلون من جبهة النصرة استهدفت مواقع لقوات النظام، وتبعتها اشتباكات سيطر بعدها مسلحو المعارضة على المعسكر -الواقع على الطريق الدولي بين إدلب واللاذقية- بشكل كامل.
وتمثل التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا تحولا مهما في مجرى الأحداث، فقد وصل مقاتلو المعارضة لأول مرة إلى مشارف جبال الساحل السوري، حيث معقل آل الأسد في محافظة اللاذقية.
وعن التقدم الذي تحقق مؤخرا في إدلب، أوضح أبو يوسف مهاجر، وهو أحد قادة حركة أحرار الشام وجيش الفتح، أن معسكر القرميد ذو أهمية إستراتيجية من ناحية، كما أنه معسكر كبير كان يحوي كميات كبيرة من الدبابات والمدافع.
وأضاف أن النظام كان يوجه دباباته ومدافعه من هذا المعسكر إلى مختلف المناطق في إدلب، مشيرا إلى تمكن المعارضة من الاستيلاء على كميات جيدة من هذه الآليات.
وعن الخطوة القادمة لجيش الفتح، قال أبو يوسف إن هناك بنك أهداف لدى المعارضة، من بينها استهداف الساحل الذي يعتبر معقل النظام وكذلك التوجه لحلب لدعم الفصائل المعارضة هناك وتخليص الأجزاء المتبقية من حلب وريفها من سيطرة النظام.
ويعزو مراقبون هذا التقدم الكبير المستمر وما رافقه من انهيار سريع لقوات النظام إلى جملة أسباب، أهمها توحيد جهود المعارضة المسلحة في تجربة جيش الفتح التي يجري العمل لتكرارها في حلب بعد إدلب.
وفي حلب وريفها (شمال البلاد) أعلنت عدة فصائل عسكرية معارضة في بيان عن تشكيل "غرفة عمليات فتح حلب"، بهدف توحيد الجهود "لتحرير" مدينة حلب، وذلك حسب بيان صادر عن الفصائل المشاركة في الغرفة.
وتضم الغرفة العسكرية كلا من الجبهة الشامية وفيلق الشام وأحرار الشام وجيش الإسلام وتجمع "فاستقم كما أمرت"، في حين دعا البيان جميع الفصائل المقاتلة في حلب وريفها للانضمام إليها.
ودارت معارك عنيفة على جبهة حلب، بعد تفجير فصائل المعارضة، لمقرين هامين لقوات النظام في حلب القديمة، باستخدام الأنفاق، دون ورود معلومات مؤكدة عن أعداد القتلى والخسائر.
وتتعرض مدينة حلب منذ نحو أسبوع لقصف متواصل من قوات النظام، أسفر عن مقتل عشرات المواطنين ودمار عدد كبير من المباني.