أفاد مصادر إعلامية بحدوث حالات هروب جماعي في صفوف قوات النظام السوري خلال المعارك التي تدور في مناطق ريف إدلب شمالي غربي البلاد.
فيما كثف النظام غاراته الجوية بعد تقدم كتائب المعارضة في المنطقة. وفي تطور آخر قتل رئيس فرع أمن الدولة في حلب العقيد زهير سلطان برصاص مجهولين مساء أمس في حي الشهباء بالمدينة بحسب ناشطين.
وأظهرت لقطات في ريف إدلب هروبا جماعيا لقوات تابعة للنظام بعد معارك مع كتائب المعارضة، ويظهر في الصور استهداف كتائب المعارضة قوات النظام بعد هروبها بعشرات السيارات من طريق ريف إدلب إلى الساحل بآليات ثقيلة ومتوسطة.
وقد اضطر بعد ذلك المئات من جنود النظام للنزول مشيا على الأقدام في طرق فرعية وبين الحشائش، بينما عادت كتائب المعارضة لاستهداف الجنود وهم يسيرون على الأقدام في هروب جماعي.
كما تظهر اللقطات إصابة عدد من الجنود أثناء سيرهم ولا يعرف إن كان قد قتل عدد منهم، إذ دخلوا في ما يبدو كأنه كمين، أعد سلفا، حيث تمكنت كتائب المعارضة من نصب سلاحها المتوسط قرب مكان مرور الجنود.
في غضون ذلك ألقى الطيران المروحي للنظام صباح اليوم برميلا متفجرا على مدينة سراقب بريف إدلب ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى وفق ناشطين. يأتي ذلك في وقت كثف النظام غاراته على بعض مدن وبلدات ريف إدلب بعد أيام من سيطرة المعارضة على مدينة جسر الشغور الإستراتيجية.
وتتزامن هذه التطورات مع تقدم المعارضة أيضا في جبهة سهل الغاب بريف حماة حيث تخوض معارك ضارية، وفي هذا السياق أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى ارتكاب قوات النظام مجزرة في قريتي الزيارة والمشيك بعدما اقتحمتهما وأعدمت ثمانية أشخاص رميا بالرصاص بينهم امرأة.
وكان جيش الفتح التابع لقوات المعارضة السورية سيطر على معسكر القرميد الواقع جنوب شرق مدينة إدلب، بعد هجوم شنه عليه بأسلحة ثقيلة.
وتزامن الهجوم على معسكر القرميد مع تفجير ثلاث عربات ملغمة كان يقودها مقاتلون من جبهة النصرة استهدفت مواقع لقوات النظام، وتبعتها اشتباكات سيطر بعدها مسلحو المعارضة على المعسكر -الواقع على الطريق الدولي بين إدلب واللاذقية- بشكل كامل.
تقدم نوعي
وتمثل التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا تحولا مهما في مجرى الأحداث، فقد وصل مقاتلو المعارضة لأول مرة إلى مشارف جبال الساحل السوري، حيث معقل آل الأسد في محافظة اللاذقية.
وعن التقدم الذي تحقق مؤخرا في إدلب، أوضح أبو يوسف مهاجر -وهو أحد قادة حركة أحرار الشام وجيش الفتح- أن معسكر القرميد ذو أهمية إستراتيجية من ناحية، كما أنه معسكر كبير كان يحوي كميات كبيرة من الدبابات والمدافع.
وأضاف أن النظام كان يوجه دباباته ومدافعه من هذا المعسكر إلى مختلف المناطق في إدلب، مشيرا إلى تمكن المعارضة من الاستيلاء على كميات جيدة من هذه الآليات.
وعن الخطوة القادمة لجيش الفتح، قال أبو يوسف إن هناك بنك أهداف لدى المعارضة، من بينها استهداف الساحل الذي يعتبر معقل النظام وكذلك التوجه لحلب لدعم الفصائل المعارضة هناك وتخليص الأجزاء المتبقية من حلب وريفها من سيطرة النظام.
ويعزو مراقبون هذا التقدم الكبير المستمر وما رافقه من انهيار سريع لقوات النظام إلى جملة أسباب، أهمها توحيد جهود المعارضة المسلحة في تجربة جيش الفتح التي يجري العمل لتكرارها في حلب بعد إدلب.
اغتيال ضابط
وفي حلب أفاد ناشطون بمقتل رئيس فرع أمن الدولة العقيد زهير سلطان برصاص مجهولين في حي الشهباء بالمدينة مساء أمس، ويأتي هذا التطور فيما أعلنت عدة فصائل عسكرية معارضة في بيان عن تشكيل "غرفة عمليات فتح حلب"، بهدف توحيد الجهود "لتحرير" مدينة حلب، وذلك حسب بيان صادر عن الفصائل المشاركة في الغرفة.
وتضم الغرفة العسكرية كلا من الجبهة الشامية وفيلق الشام وأحرار الشام وجيش الإسلام وتجمع "فاستقم كما أمرت"، في حين دعا البيان جميع الفصائل المقاتلة في حلب وريفها للانضمام إليها.
ودارت معارك عنيفة على جبهة حلب، بعد تفجير فصائل المعارضة مقرين هامين لقوات النظام في حلب القديمة باستخدام الأنفاق، دون ورود معلومات مؤكدة عن أعداد القتلى والخسائر.
وتتعرض مدينة حلب منذ نحو أسبوع لقصف متواصل من قوات النظام، أسفر عن مقتل عشرات المواطنين ودمار عدد كبير من المباني.
الجزيرة نت