قائد الطوفان قائد الطوفان

غرور عباس يدفع حماس للبحث عن "بدائل"

رئيس  السلطة الفلسطينية محمود عباس
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس

الرسالة نت - محمود هنية

 لم يعد خافيًا تجاهل السلطة الفلسطينية لمعاناة قطاع غزة وحل أزماته المتفاقمة منذ ثمانية أعوام من الحصار الذي لم تتدخل السلطة لانهاءه بل كانت إحدى أهم الأطراف المشاركة في تشديد الخناق عليه.

ورغم كل الوساطات والتفاهمات السرية التي أجرتها قنوات غربية مع السلطة لإقناعها باستلام المعابر وتمكينها من عملها، وعرضها إشارات إيجابية من حركة حماس بالموافقة على ما سبق، الا ان الرفض كان سيد الموقف، فعين السلطة كان على امن غزة وسلاح مقاومتها، كما أعلن رئيسها ذلك صراحة.

عباس وفي احدى المقابلات التلفزيونية قال: "كيف يمكنني أن أتوجه أو أرسل قوات حرس الرئاسة إلى مكان ممتلأ بالمليشيات وفيه كل هذا الكم من السلاح"، ليفشي عباس بذلك حقيقة رفضه للمصالحة مع ان حماس قدمت كل ما يريده الرجل وتنازلت عن حكم زعم عباس أنها لن تتنازل عنه، بل ورفض اشراكها في اختيار وزراء التوافق.

 وبتأكيد المراقبين، فإن عباس واجه هذه الخطوات بحالة من الغرور والتعالي، على قاعدة " هل من مزيد؟"، وضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات التي أبرمت مع الحركة، بما في ذلك تلك التي عقدت بين الحركة وحكومة التوافق، الأمر الذي بدا وكأن الأخيرة مجرد دمية يحركها عباس بيده.

وفي ظل هذه المستجدات فإن منسوب الثقة بين الطرفين بدا في أدنى درجاته، ووجدت حماس نفسها أمام استحقاقات وملفات ثقيلة تفرض عليها التعامل معها أمام تعنت عباس، الأمر الذي يحتم عليها أن تبحث عن بدائل وخيارات "قاسية" قد تدفع اليها مرغمة إن بقي عباس أمام موقفه.

بدائل حماس التي لم تفصح عنها عبر الاعلام، بالتأكيد ليست مرهونة بالمتغيرات الإقليمية التي تستبشر بها الحركة خيرًا إلى حد بعيد، ولكنها خيارات تتوالد مع كل زيارة يحمل فيها الساعي مقترحًا ورؤية لإنهاء الحصار عن غزة، حتى وإن كان عباس خارج اللعبة.

وتدرك إسرائيل جيدًا أن الهدنة مع حماس تستوجب عليها تقديم تنازلات مؤلمة، لأن خيارات المواجهة اكثر كلفة، كما وتعي أن السلطة ليست الطرف الأقوى الذي يمكن المراهنة عليه في إدارة المرحلة المقبلة سواء في غزة أو حتى في الضفة المحتلة التي تخشى اندلاع انتفاضة فيها.

النائب عن حركة حماس يحيى موسى، قال إن خيارات حركته لن تنفصل عن المجموع الوطني ببعده الأشمل من الفصائلية، وبما يتسع لكل المجتمعات المدنية، لأنّ "ثمن الخروج عن التوافق أقسى وأكثر كلفة"، لكن المهم البحث عن بديل لعباس "الأكثر اجرامًا بحق القضية".

وأكدّ موسى أن حركته لا تراهن كثيرًا على المتغيرات الإقليمية، فهي مع نظرية "أن تقلع شوكها بيدها"، سيما وأن الإقليم على مدار السنوات الماضية لم يكن مع حركة حماس وكانت أغلب دوله تعادي الحركة وتقيد الخناق عليها.

ثمة بدائل عن فشل المصالحة طرحها مراقبون وفي مقدمتها نزع الشرعية "المؤقتة" عن رئيس السلطة محمود عباس، خاصة وأن حماس اعطته عامًا فقط ليكون رئيسًا مؤقتًا، وقيام حماس باشراك المجتمع المدني بكل فصائله للبحث عن بديل اداري يقود غزة.

وكذلك توجه حماس مع كل الفصائل إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية، لتجديد الشرعيات، وإن رفضت السلطة فهي تكون بذلك قد أفرطت عقد السبحة بشكل نهائي.

ومن بين الخيارات التي ستلجأ إليها حماس، بحسب مراقبون احداث اختراق في علاقاتها مع المنظومة الإقليمية والدولية، وتكثيف اتصالاتها مع الدول ذات العلاقة، لإنهاء تفرد السلطة في إدارة القرار السياسي.

وليس ببعيد عن خيارات حماس التوجه لإبرام اتفاق تهدئة مقابل انهاء الحصار ورفعه بشكل كامل عن غزة، "الامر الذي سيجعل من السلطة خارج أي إدارة من غزة".

وقد فهمت السلطة هذه الإشارة الأمر الذي دفعها لاستئناف الاتصالات مع حركة حماس، بغرض زيارة قطاع غزة مجددًا، وهو ما يعطي تفسير بأن السلطة باتت تخشى فعلًا أن تنافسها حماس في العملية السياسية وتجعلها خارج صندوق اللعبة.

 

البث المباشر