قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد تلقيها إشارات إيجابية

هل تضبط "متغيرات المنطقة" إيقاع العلاقة بين القاهرة وحماس؟

الحدود الفلسطينية المصرية (الأرشيف)
الحدود الفلسطينية المصرية (الأرشيف)

غزة-ياسمين ساق الله

بعد فترة من التوتر الذي ساد العلاقة بين حماس ومصر بعد خطوات اقدمت عليها الأخيرة بحق الحركة متمثلة بإدراجها كجماعة "إرهابية" وبحظر جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام،

توالت تصريحات القادة السياسيين لحركة حماس في الآونة الأخيرة حول وجود انفراجة سياسية تنتظر الحركة خصوصا على صعيد العلاقات المصرية.

وكان آخر تلك التصريحات ما قاله نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بأن حركته تلقت العديد من الإشارات الإيجابية من قبل مصر.

جاء ذلك أيضا بالتزامن مع ما كشفه القيادي في حماس، حسام بدران عن وجود محاولات من خلال دول لم يفصح عنها من أجل تحسين العلاقات بين حركته ومصر، ليظهر السؤال هل ترى تلك المحاولات النور؟

ترحيب

حماس وعلى مدار السنوات الماضية حرصت على علاقات وازنة وجيدة مع جارتها المصرية بحكم الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، بدليل ترحيبها بأي جهد يمكن أن يبذل من أي طرف من أجل تطوير وإعادة ترسيم هذه العلاقة.

وأصبح واضحا لدى الكثير من المحللين أن تطور العلاقات بين حماس ومصر يأتي في ظل الحديث عن تغيرات إقليمية جارية تشهدها المنطقة.

المحلل السياسي حسن عبدو يشير إلى وجود ملامح ومؤشرات لإمكانية حدوث انفراجة في العلاقة بين مصر وحماس، متابعا: "لكن مازالت ارهاصات لابد أن تنفذ على أرض الواقع كي يلاحظها المواطن دون الاكتفاء بالتصريحات".

ونوه إلى أنه منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه بدا التعامل مع قطاع غزة بأسلوب "طنجرة الضغط" التي عندما تقترب من الانفجار بتم التنفيس عنها بإجراءات مؤقتة متمثلة بفتح معبر رفح لأيام قليلة.

وهنا يرى مراقبون أن نظام الحكم في مصر يتعامل مع حماس على أساس مخاوفه المعتادة من الإسلاميين وخشية أن ينعكس نجاح نموذج حماس في غزة على وضعه الداخلي من حيث تقوية الإخوان المسلمين في مصر.

تحول استراتيجي

وفي ضوء هذه المعطيات يرى المحلل السياسي تيسير محيسن أن حماس رغم ما تعرضت له من هجوم اعلامي مصري شرس بحقها خلال الفترة الماضية الا أنها لديها رغبة بحدوث انفراجة حقيقية في علاقتها مع مصر بدليل أن التصريحات الأخيرة صدرت من طرفها.

ويتابع حديثه: "الحديث عن تلقي اشارات ايجابية من مصر يمهد الطريق لاستجلاب موقف مقابل من الطرف المصري خاصة في ظل استمرار التعامل المصري مع حماس وغزة باعتبارهما من تعقيدات الأزمة في مصر".

في المقابل يرى محيسن أن انخفاض وتيرة الهجوم الإعلامي المصري على غزة في هذه الفترة لا يعني بالضرورة أن هناك بداية في تحول استراتيجي بالموقف السياسي للنظام المصري تجاه غزة وحماس، قائلا: "الأمر ليس كما نأمل لان الحكم على ذلك هو احداث التغيير على أرض الواقع".

وبحسب محيسن فإن قطاع غزة ما زال محاصرا ويعاني ضغوطا سياسية واقتصادية كبيرة ما يدفع قياداته لمحاولة فتح قنوات مع الجهات المصرية، ويقول: "اللغة الأسلم في استعطاف المحيط الاقليمي هو التحدث بإيجابية وتعزيز العلاقات ومصر كونها تمثل حالة مهمة لغزة لابد أن نسير بهذا الاتجاه لأن الجميع يدرك أنه لا جدوى من قطع العلاقات مع مصر".

ويذكر المحلل السياسي أن اتصالات حماس لم تنقطع مع المخابرات المصرية التي بيدها الملف الفلسطيني، وهذا ما أكدته تصريحات بدران الأخيرة وإن كانت ليست بالمستوى المطلوب لحل قضية معبر رفح البري على وجه الخصوص.

وكان القيادي في حماس صلاح البردويل قال إن مباحثات إيجابية دارت في الآونة الأخيرة بين حركته ومسؤولين مصريين في القاهرة، حول جملة من الملفات أبرزها تخفيف الحصار عن غزة.

البث المباشر