يبدو أن المتغيرات الإقليمية والحرب الدائرة في عدة أقطار عربية والتي كان آخرها اليمن، ضبطت إيقاع العلاقات ما بين حركة حماس وجارتها مصر.
تسريبات صحفية ووقائع على الأرض أكدت وجود محاولات جادة لترميم العلاقات بين الطرفين والتي أصابها الفتور خلال الفترة الماضية بسبب ارتباط حماس أيدلوجيا بفكر الإخوان المسلمين الذين باتوا ملاحقين في مصر.
التحسن أكده القيادي في حماس د. إسماعيل رضوان حيث وصف الأوضاع بين حركته ومصر بالأفضل مما كانت عليه في السابق.
ويرجع مراقبون أسباب التحسن إلى المتغيرات الإقليمية التي يسعى فيها الداعم المالي الأكبر لمصر (السعودية) لإيجاد تكتل سني من ضمنه حماس يسانده ضد التقدم الشيعي بالمنطقة، خاصة وأنها لم تعد مجرد فصيل فلسطيني بل باتت لاعبا مهما في الساحة الإقليمية.
صحيفة "الخليج أونلاين" قالت على لسان مصدر حمساوي قبل أيام أن المخابرات المصرية طلبت خط اتصال مع رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك خلال اللقاء الذي جمع ضباطا في المخابرات بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في القاهرة قبل أيام بطلب من الأولى، من أجل فتح صفحة جديدة مع حماس، وبحث ترميم العلاقة معها.
بدايات التغير ظهرت مطلع الشهر الماضي عندما تقدمت الحكومة المصرية ممثلة في هيئة قضايا الدولة بطلب طعن على حكم صادر من محكمة مصرية باعتبار حماس "منظمة إرهابية"، في خطوة مهمة عكست مراجعة لسياسة عكرت العلاقات بين الجانبين، وإن كانت مصادر أرجعت التطور في العلاقة لضغط سعودي على مصر.
كما سمحت المخابرات ذاتها للقيادي في الحركة موسى أبو مرزوق السفر للدوحة للعلاج بعد أن كانت تفرض بعد القيود على حركته.
وذكرت "الخليج أونلاين" أن المخابرات أكدت لأبو مرزوق أن القرارات القضائية الأخيرة الصادرة بحق حماس في المحاكم المصرية لا تساوي شيئا، مشيرة إلى أن المخابرات شهدت لحماس خلال اللقاء بنظافة يديها من الأحداث الأمنية في سيناء، وحرصها على الأمن المصري القومي، عبر تأمين الحدود وضبطها.
وليس بعيدًا عن القرار، جاءت دعوة الكاتب المقرب من النظام المصري محمد حسنين هيكل لبلده لتعديل طريقتها في حل قضية غزة، معتبرا بأن القطاع بات "قنبلة الموقوتة" إذا انفجرت ستصيب مصر .
التصريح السابق يعد تغيرا في لغة الإعلام المصري والذي بدأ على ما يبدو بالتغير ليكون منسجما مع سياسة النظام الجديدة.
وبحسب عدة تحليلات، فإن الحكومة المصرية تدرك أنها لا بد من أن تتعامل مع حركة "حماس" في المستقبل القريب أو البعيد، فالحركة طرف فلسطيني رئيس في ملفات المصالحة ومفاوضات التهدئة غير المباشرة مع (إسرائيل)، كما أن الوضع الأمني في حدودها مع غزة البالغة 14 كم هو الأفضل من بين جاراتها والذي تضبطه حماس فعليا.
وكان القيادي في حماس بغزة، إسماعيل الأشقر، ذكر في تصريحات صحفية عن لقاءات قريبة ستجري في القاهرة بين قيادات من الحركة ومسؤولين مصريين؛ لبحث ملفات مهمة بين الجانبين.
وأكد أن الظروف الآن بين غزة والقاهرة إيجابية لعقد مثل هذه اللقاءات المهمة، خاصة بعد تدارك مصر الأمر، وتراجعها عن اعتبار حماس "منظمة إرهابية".
ومن الجدير ذكره، أن التغيرات الحاصلة تمهد الطريق أمام القاهرة للعودة من جديد إلى رعاية الملفات الفلسطينية، خاصة في ظل الحديث عن حراك دولي لعقد صفقة بين المقاومة والاحتلال تتضمن هدنة طويلة.