ارتدت قبعتها السوداء، وربطت على رقبتها شريطة بيضاء، ثم تناولت عصايتها الصغيرة وتوجّهت لإسطبل الخيل، وأمسكت هلا البطراوي (6 سنوات) بفرسها (زينة) وسارت إلى ساحة النادي لتكمل تدريبات قفز الحواجز.
"أحب فرستي زينة كثير، لأنها صديقتي" تقول الفارسة هلا، والتي أحبّت ركوب الخيول بعد مرافقتها لشقيقها يوسف (10 سنوات) -فارس قفز حواجز-. طلبت من والدها تقليد شقيقها، وحصل ذلك بعد إلحاح، ما جعلها تتعلّق أكثر بتدريبات الخيل.
"دومًا تطلب مني الذهاب إلى النادي للتدريب"، يقول والد هلا، كمال البطراوي (37عامًا)، مؤكدًا أن علاقة جذبت ابنته الصغرى إلى الخيل، ما جعلها تنتظر اللحظة التي "تكحّل عيناها برؤيته".
يصطحب رب الأسرة كمال - وهو رجل أعمال- أبناءه (يوسف وهلا) إلى أحد نادي الخيول لتدريبهم على قفز الحواجز، وذلك "لرغبتي في أن يتعلموا ما ينفعهم في حياتهم، دون اللجوء إلى الشوارع أو بقائهم أمام شاشات التلفاز". وفق والدها.
سجّل كمال اسم طفلته هلا في نادي للخيل، ويفرّغ من وقته ساعتين لاصطحاب أبنائه إليه "مستمتعًا بالنظر اليهما يتدربان".
"استمر تأسيس هلا 3 شهور على تعليمها حركاتٍ رئيسية في فن التعامل مع الخيل وكيفية الصعود على ظهره"، ويتابع رب الأسرة كمال، "وبعدها بأيام وُجدت بطولة الشهيد أحمد بهلول وأقيمت على أرض نادي الجواد.. قدّمت خلالها هلا فقرة استعراضية خارجة عن نطاق التحكيم".
وبعد انتهاء تقديم الفرسان لعروضهم، نادى أعضاء اللجنة على اسم هلا لتحصل على درع "أفضل أداء بين الفارسات المشاركات".
وتلا العرض إقامة دوري في ذات النادي الذي تتدرّب به هلا، وحصلت على المركز الثاني خلاله، العرض السابق لفت نظر الجميع لكونه سبق عمرها بسنوات.
لجأ والد هلا للشبكة العنكبوتية للبحث عن اسم أصغر فارسة لقفز الحواجز في العالم ووجد أنها تبلغ من العمر 9 سنوات ومسجلة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
" صوّرت هلا وهي تقفز الحواجز المرتفعة، وأرسلت مقطع الفيديو إلى إدارة الموقع الرئيسي بلندن". يقول رب الأسرة.
أعاد والد هلا تواصله مع إدارة غينيس، أخبروه أنّهم أرسلوا اسمها إلى فرع الشرق الأوسط في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكتبوا على موقعهم الرئيسي "انتظروا هلا البطراوي".
"ننتظر اتصالًا منهم خلال 6 أسابيع قادمة"، يقول كمال، موضحًا أنّ الاتصال سيؤكد دخول ابنته إلى غينيس كأصغر فارسة قفز حواجز في العالم.
تقول هلا: "أتمنى أن أمثل فلسطين في بطولات عالمية"، ويضيف والدها "دخولها إلى غينيس هو أدنى حلم، فهدفنا أضحى الدخول إلى الألعاب الأولمبية".
تعبّر هلا عن سعادتها بتواجدها يوميًا بواقع ساعة تدريبية في نادي الخيل، مؤكدة أنها "ستحقق الفوز لفلسطين".
وبنبرة الفخر بأبنائه يقول كمال "رياضة الخيل صعبة وتحتاج إلى قوة وسيطرة، وهذا ما يميّز هلا وشقيقها يوسف، فبعد وقوع أحدهما يصعد فورًا إلى ظهر الفرس ليتعلم من جديد".
ودعا كمال إلى إقامة دورات خارجية للعناية بالموهوبين من قطاع غزة، ليستفيدوا من التجارب الدولية، مؤكدًا أن الإنجاز الحقيقي لأي فلسطيني هو "التتويج بالمحافل العالمية".
بدوره أكّد مدرب هلا، الكابتن أحمد عبد العال، أنّها تمتلك طاقة رُغم صغر سنها، وتسعى إلى تفريغها من خلال التمارين المكثفة التي تحصل عليها يوميًا.
وقال عبد العال "بدأنا مع هلا تدريبات قفز حواجز متدنية، وسرعان ما أثبت جدارتها واجتازت ارتفاعات أكبر من عمرها"، مشيرًا إلى أنّ رياضة قفز الحواجز تحتاج إلى "صلابة في بنيان الجسم".