لوحات الفنان "أبو اشتية" تستوطن القلوب برسمه هموم فلسطين

الفنان عماد أبو اشتية
الفنان عماد أبو اشتية

الرسالة نت - معاذ مقداد

بينما كانت حرب غزة الأشرس، تتقطع فيها الأجساد وتسوى مئات المنازل بالأرض، كانت ريشة الفنانين تقاوم وتحمل همَّ الفلسطينيين، وبإبداعٍ متناهٍ خطّت أنامل فنان فلسطيني هموم من حوله وعبّر عن الواقع برسم من الخيال.

ومن حرب الواحد وخمسين يومًا المظلمة، استوحى الفنان عماد أبو اشتية لوحةً فنية أسماها (سوف نعود.. من الركام) كانت الأقوى خلال الحرب حيث انتشرت في فضاء العالم الإلكتروني ونشرتها مواقع عربية وعالمية.

الفنان الأردني ذو الأصل الفلسطيني أبو اشتية، والذي يبلغ خمسة عقود، يقول لـ http://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png إن بداية رحلته الفنية مع اللوحات والرسم وهو في العقد الأول من عمره، ويعتبر الرسم متنفسه الوحيد لما يختلج في نفسه من تأثيرات شخصية ومحيطة به.

وعن لوحة حرب غزة يقول: "كنت في كل مرة أرى مشهد الأحياء وبيوتهم سوّيت بالأرض، يعود من جديد لتدبّ فيه الحياة، ويعلن بكل قوة أن هذه الارض، وتلك القدس المحتلة التي تظهر لنا من بعيد هي قريبة وستعود مجددًا لأهلها وأصحابها".

وبدقة متناهية، تخطّ ريشة الفنان عشرات اللوحات التي نالت إعجاب المئات عبر صفحته في موقع "فيسبوك"، وهي ذات دلالات ورسائل عديدة، لم تخلُ منها رأس الهرم "قضية فلسطين" والعالم العربي والإسلامي.

ولم تغب المرأة الفلسطينية عن مسرح لوحات الفنان أبو اشتية، متمثلةً بالثوب الفلسطيني الأصيل وعراقة المرأة الأصيلة، في حين تتمترس البوصلة "القدس" في جُلّ لوحاته.

اعمل لأجل قضيتك

يمسك قاضٍ بمقبض "المقص" وقد بدا غضبه على سجينٍ قُطِعت "جناحي حريته" وأُلبِس رداءه الأحمر "الإعدام" هي جزء من لوحة فنية تعجزُ الكلمات عن وصف قوة تعبيرها وشموليتها للمحيط العربي، وهي إحدى لوحات الفنان أبو اشتية.

"أن تعمل لأجل قضيتك وأمتك خيرٌ من أن تبقى متفرجًا"، يقول صاحب الفن القوي، ويعتبر أنه تأثّر بما يحدث حوله من العالم العربي والإسلامي وله رسالة في كل حدث يهمه يبعثها من خلال لوحاته.

ومن بين اللوحات الأقوى ذات الأثر في قلب الفنان، صورة الطفلة الشهيدة إيناس دار خليل التي أقدم مستوطن على دهسها أثناء عودتها من المدرسة لبيتها في أكتوبر من العام الماضي، واستوحى صورة الطفلة ذات الملامح البريئة الجميلة، ويعلّق على صمت العالم قائلًا: "تعلمنا في المدرسة (بلاد العرب اوطاني، من الشام لبغداد) وحين تدهس ايناس فلا يتحرك الضمير العربي أو العالمي فقد ضاعت القيم وما تعلمناه في المدرسة".

ويرى الفنان أبو اشتية، أن هناك اهتمامًا غربيًا بالفن الفلسطيني، وهم يسعون لنشره على مستوى كبير، وما يثير الاستغراب أن معظمهم يحملون الهمّ الفلسطيني أكثر من بعض من يطلق عليهم لقب "فلسطيني"، فيما لم يرتق الاهتمام المحلي بالقضايا الفلسطينية والإسلامية للمستوى المطلوب بعد. وفق قوله.

ويوجّه أبو اشتية رسالة للفنانين قائلًا: "(إن لم تتأثر، لن تؤثر)، فان لم يوثر بك موضوع ما ويحرك مشاعرك ومن ثم تود طرحه في لوحة، فلن يكون له أيّ تأثير على الآخرين"، ويرى أنه بذلك سيكون فقط اعجاب باللون والتفاصيل.

ويضيف أن ما يميز فنان عن آخر بكيفية صياغة فكرة ما، ومدى تأثيرها ومقدار ما يحمل من مسؤوليات تجاه محيطه، بحيث يمكن لعمل من الاعمال أن يؤجج مشاعر الناس وينقلها الى مستوى آخر.

إذن هي لوحاتٌ فنية تحمل في تفاصيلها حياة كاملة وحكاياتٍ كبيرة، تعبّر عن أمل الشعب في استقراره وتحرير بلاده، وإنهاء الاستعمار الباقي، فريشة الفنان مقاومة.



11092825_10203007656031818_8869911750736146834_o



 

10898014_10202356930324082_7635688647028445609_n



10339643_10201992465252683_6744432933331509127_n



1901179_10202006853492380_1427701991706336503_n



996139_10201679235942146_5222903275746158581_n



11127_10202773512178368_3178046627991785468_n



10686959_10201974126794233_5607300351487230982_n

البث المباشر