مقال: هدي يا بحر هدي

الكاتب والصحفي أ. وسام عفيفة
الكاتب والصحفي أ. وسام عفيفة

أ. وسام عفيفة

بالتزامن مع إحياء شعبنا الفلسطيني الذكرى الـ 67 للنكبة والـ 48 للنكسة، أعلن رئيس السلطة محمود عباس عن مبادرة فرنسية لتقديم مشروع في مجلس الأمن الدولي حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دون أن يوضح فحوى هذه المبادرة، بينما لم نعد نسمع شيئا المبادرة الأمريكية التي فشل في تمريرها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ولا يزال العرب متمسكون بالمبادرة العربية (السعودية) التي ماتت قبل أن تولد، وهكذا نواصل استقبال المبادرات منذ الـ 48.

وبدون مبالغة تأتي المبادرات السياسية وتذهب دون أن يتلفت لها شعبنا المنكوب، وربما حاز الإعلان التجاري: "مين سليم؟" على اهتمام أكبر رغم الإحباط الذي يصيبنا من وسائل الترويج السياسي والتجاري؛ لأنها جميعا استثمارات تستهدف مصير وجيب الفلسطيني اللاجئ منذ 48 او 67 و2014، بينما المتغير الذي طرأ على شكل النكبة، الانتقال من الخيمة رمز اللجوء إلى الكرفان رمز التشرد بعد الحرب.

قد ينبري البعض ويحاول حل شيفرة تفكير القيادة ورئيسنا ونحن نعيش ذكرى النكبة، وهنا نطرح سؤالا يبدو ملحا: من هو الفلسطيني؟ ... الفلسطيني اللاجئ، المنكوب، المنكوس، المهجر، المشرد، أو المبعد، وفي محاولة لإسقاط هذه المعايير على القائد الفلسطيني الأول بحسب المنظومة السياسية السلطوية القائمة، فسوف نجد الإجابة في سلسلة الأنباء التالية:

- اشترى رجل الأعمال الفلسطيني طارق نجل الرئيس عباس فندق الـ "فور سيزونز" الذي يعتبر من أرقى فنادق الخمسة نجوم في الأردن بمبلغ 28 مليون دولار.

- كشفت تقارير إعلامية بريطانية مؤخراً، أنه تم بيع مهرة عربية أصيلة إلى رجل أعمال فلسطيني "طارق عباس" نجل الرئيس" محمود عباس بمبلغ 2.4 ملايين دولار أمريكي.

وهكذا نكتشف أن ابن الرئيس يخيل على ظهر 2.4 مليون دولار، بينما لا يزال والده يخيل على ظهر الشعب الفلسطيني، لهذا لا تنطبق عليهم الشروط.

ورغم هذه الصورة القاتمة، وعوامل الإحباط والقهر لا تزال مشاعرنا تنتفض، ودموعنا تنحبس عندما نستمع للمنشد يغني:

هدي يا بحر هدي طولنا في غيبتنا**** ودي سلامي ودي للأرض اللي ربتنا

وسلملي على الزيتونة****على أهلي اللي ربوني

وبعدا امي الحنوني بتشمشم بمخدتنا

وسلم سلم على بلادي تربة بَي وجدادي

وبعدو العصفور الشادي بغرد لعودتنا

البث المباشر