كبقعة الضوء وسط ظلام حالك، جاء خبر الاعلان عن انطلاق سفينة "ماريان" من المياه الإقليمية السويدية، لتبدأ رحلة بحرية طويلة مسافتها 5 آلاف ميل بحري، من اجل الانضمام إلى أسطول "الحرية 3" الذي سيتوجه إلى غزة بهدف كسر الحصار (الاسرائيلي) عن القطاع والذي بلغ ذروته في الأيام الأخيرة.
"ماريان" التي ابحرت الأحد الماضي ستحلّ في عدد من الموانئ الأوروبية، قبل الانضمام إلى سفن أخرى ليتم تشكيل الأسطول، حيث تبدأ رحلته من موانئ السويد والدانمارك، ومحطات أخرى لم يتم الإعلان عنها.
وستحمل السفينة ماريان ألواحاً شمسية لمساعدة سكان غزة على الحصول على مصدر للطاقة في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق على مصادر الطاقة، ومواد طبية لمستشفيات القطاع.
وكان أسطول الحرية الأول، بقيادة سفينة مافي مرمرة التركية قد انطلق نحو قطاع غزة في مايو أيار 2010، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هاجمته من البحر والجو، ما أسفر عن مقتل عشرة ناشطين وإصابة آخرين بجروح.
ويأتي الاعلان عن التجهيز لانطلاق أسطول "الحرية 3" تزامناً مع دراسة أصدرها المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان الأحد الماضي، قال فيها إن نحو 1.9 مليون فلسطيني يختنقون في أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ويرزحون تحت حصار بري وجوي وبحري.
وبينت الدراسة أن أزمات القطاع الإنسانية، المتكررة بالتزامن مع ثلاث هجمات عسكرية شنتها (إسرائيل)، حولت غزة إلى "منطقة مخنوقة"، الأمر الذي جعل أكثر من 80% من سكانه يعتمدون على المساعدات الدولية.
جهود دولية
وقال رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، مازن كحيل، إن الجهود الدولية مستمرة بشكل متتابع لمحاولة الوصول إلى قطاع غزة المحاصر منذ 9 سنوات على التوالي، لكسر حصاره، ورفع معاناة السكان المحاصرين.
وأضاف كحيل أن الجهود الأوروبية تهدف إلى وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وإعادة وضع حصار قطاع غزة على قمة الأجندة السياسية لجميع الأطراف، مؤكداً استمرار الجهود والتحضيرات لكسر حصار غزة البحري.
وأوضح رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة أن النشطاء الدوليين المنظمين لأسطول الحرية الثالث لديهم إصرار كبير للوصول إلى قطاع غزة المحاصر، مشدداً على حق الشعب الفلسطيني بممر مائي وميناء في المياه الإقليمية الفلسطينية.
استقبال شعبي ورسمي
من ناحيته قال رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار علاء البطة إن الاتصالات مع المتضامنين ومنظمي الأسطول مستمرة، ومن المتوقع أن يصل القطاع بداية الشهر المقبل.
وأكد البطة لـ"" أن اللجنة الحكومة ستشرع في إجراء الترتيبات لاستقبال أسطول الحرية الثالث، حيث سيتم استقبالهم شعبياً ورسمياً في ميناء غزة الدولي.
ويأمل رئيس اللجنة الحكومية بوصول الأسطول لشواطئ غزة وكسر الحصار البحري، ومتمنياً عدم قيام البحرية (الاسرائيلية) بعملية قرصنة ضده، كما جرى مع سفينة مافي مرمرة والسفينتين اللبنانية والليبية في السنوات الماضية.
وفي حال اعتراض الأسطول أوضح البطة أنه لن يكون الأخير، مبيناً وجود نية لدى متضامنين للإبحار بشكل فردي اتجاه القطاع من أجل كسر الحصار.
وسواء نجح أسطول الحرية الثالث في الوصول لشواطئ القطاع أو تم منعه، فإنه سينجح في تسليط الضوء على حصار القطاع الذي يدخل عامه التاسع في ظل الانشغال العربي وحرف الأنظار عن القضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال.