باغت قراصنة الاحتلال في وقت مبكر من فجر اليوم الاثنين إحدى سفن أسطول الحرية، أثناء ابحارها في المياه الدولية في الطريق إلى قطاع غزة، بعد محاولات تخريب سبقتها تمثلت في عرقلة إحدى السفن في أثينا اليونانية وتعطيل إحدى مولداتها.
وبدت شهية القرش (الإسرائيلي) وغريزة الافتراس متأهبة إلى الحد الذي دفع به إلى السيطرة على سفينة "ماريانا" واقتيادها نحو ميناء اسدود المحتلة، ضاربا بعرض الحائط كل المواقف والأعراف السياسية، خاصة وأن على متنها الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي والنائب العربي في "الكنيست" باسل غطاس.
ورغم تأكيد منظمو الأسطول على سلمية حراكهم، وتشديدهم على أن المشاركون فيه لن يذهبوا للعنف في مواجهة قراصنة الاحتلال، فهم لا يملكون سلاحًا يواجهون به آلة الحرب الإسرائيلية، إلا أن (إسرائيل) ابتلعت الأسطول كخطوة متوقعة في ظل الصمت العربي المطبق إزاء تهديداتها المسبقة رغم مشاركة رئيس عربي بمكانة المنصف المرزوقي.
وكان الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، قد قال إن "الرسالة التي لن تستطيع أن تحاصرها (إسرائيل) هي كشف المزيد من غيها وعدوانها أمام العالم، وتعريتها أمام الرأي العالمي، للضغط تجاه المزيد من القطيعة الدولية وهي ما تخشاه (إسرائيل) فعلًا".
ونقل أنور الغربي -مستشار الرئيس السابق- في تصريح لـ"الرسالة" عن المرزوقي قوله، إن المشاركين لم يتحركوا إلا لأهداف سياسية في المقام الأول، وهي التذكير بمعاناة غزة وإعادتها إلى خارطة الاحداث بالمنطقة، وتحقيق ما يحاول الاحتلال تجاهله من حقوق ثابتة للفلسطينيين في القطاع.
من جانبها، اعتبرت حنين زعبي، أنّ قافلة الحرية أعادت حصار غزة إلى مقدمة الأجندة الدولية، كما وأثارته في مراكز التداول (الإسرائيلي) بعدما حاولت قيادة الاحتلال شطبه من الوعي والتفكير السياسي هناك.
وأضافت: "سواء سمح الاحتلال للأسطول بالوصول لغزة أم لا، فإنه ذكّر العالم والمجتمع الدولي بأن (إسرائيل) مجرمة وترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما أنها تخترق القانون الدولي باستمرار حصارها لقطاع غزة منذ أكثر من ثماني سنوات".
وأكدت أن اعتراض الاحتلال للقافلة شيء متوقع، لكن المهم "ألا تمر هذه الجريمة دون أن تدفع (إسرائيل) ثمنها وثمن مضاعفة حملات المقاطعة والعقوبات الدولية، والإصرار على محاكمتها".
وقالت: "(إسرائيل) لا تزال تعتبر سياسة التهديدات ناجحة بالنسبة إليها، وإلا ما استمرت فيها، لكن أسلوب الإرهاب السياسي لن يجد طريق النجاح في التعامل مع قافلة الحرية".
وفي سياق متصل، أكدّ عبد العظيم المغربي الأمين العام المساعد للمحامين العرب أن التهديدات "الإسرائيلية" ضد أسطول الحرية المزمع انطلاقه خلال ساعات لقطاع غزة، دليل على الإجرام.
ودعا المغربي السلطة الفلسطينية إلى التقدم لمحكمة الجنايات الدولية بشكوى تتهم فيها الاحتلال بارتكاب جريمة حرب حال تعرضت للأسطول، لافتًا إلى أن ما يزيد عن 500 منظمة حقوقية قد تقدمت للمحكمة في عدوان 2009 بطلب التحقيق في هذه الجريمة، لكن المحكمة تلكأت في ذلك.
وحث السلطة على التوجه إلى مجلس الأمن ورفع شكوى مسبقة على الاحتلال للطلب منه توفير حماية للأسطول.